عين الرئيس المصري حسني مبارك الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخا للأزهر، خلفا للشيخ محمد سيد طنطاوي الذي توفي الاسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
احمد الطيب ...خصومه يعيبون عليه نزع العمامة
وقالت الوكالة إن الرئيس المصري أصدر القرار الجمهوري رقم 62 لعام 2010 بتعيين فضيلة الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخا للأزهر أعلى مؤسسة للاسلام السني في العالم.
ويتولى الطيب رئاسة جامعة الأزهر منذ 2003، المنصب الذي انتقل اليه بعدما كان مفتيا للجمهورية. وتعتبر جامعة الأزهر المرتبطة بالجامع والتي اسست في القرن العاشر أهم مركز للتعليم الاسلامي السني في العالم.
وكان شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي توفي الأربعاء الماضي في السعودية عن 81 عاما اثر اصابته بأزمة قلبية.
وتصدر مؤسسة الازهر فتاوى عدة لارشاد المسلمين. ويعين الرئيس المصري عادة شيخ الأزهر مدى الحياة.
واصدر الرئيس المصري قراره بينما يمضي فترة نقاهة اثر عملية جراحية في المانيا في السادس من اذار/ مارس لاستئصال الحوصلة المرارية وزائدة لحمية في الاثني عشر
والطيب (66 عاما) أستاذ في العقيدة الإسلامية ويتحدث اللغتين الفرنسية والإنجليزية بطلاقة وترجم عددا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية وعمل محاضرا جامعيا لبعض الوقت في فرنسا.
وينتمي الطيب -وهو من محافظة قنا في صعيد مصر- لأسرة صوفية ويترأس طريقة صوفية خلفا لوالده الراحل.
ويقول علماء في الأزهر إنه واسع العلم ولم يدخل من قبل في مناقشة قضايا خلافية ولم يصدر حين كان مفتيا لمصر فتاوى تثير الجدل لكن آخرون يخالفونهم الرأي ومن فتاواه المثيرة للجدال
ـ النقاب:
يرى الطيب أن النقاب عادة من العادات كالزى العربي القديم، وأن الفريضة هي الحجاب، وشدد في يناير 2010 علي ضرورة خلع طالبات الأزهر للنقاب داخل لجان الامتحانات وداخل الحرم الجامعي، مبرراً قراره بأن المراقبات علي الطالبات من السيدات وأنه لا داعي لارتداء النقاب.
ـ إباحة بيع المسلم للخمور في بلد غير المسلمين لغير المسلمين:
كانت له فتاوي كثيرة مثيرة للجدل منها علي سبيل فتوى بإباحة بيع المسلم في بلد غير المسلمين للخمور لغير المسلمين، وهو الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من العلماء المسلمين.
ـ فتاوى أخرى:
ومن أشهر فتاواه إجازته للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة، وأجاز تحنيط الموتيـ وأباح الرشوة مؤكداً أنها حلال في حال إذا كان ضروريا، وأكد أن التصويت علي التعديل الدستوري فرض عين.
ويترأس الطيب لجنة حوار الأديان في الأزهر وهو عضو في مجمع البحوث الإسلامية أعلى هيئة علماء في الأزهر وسيترأس المجمع بعد تعيينه شيخا للأزهر.
يعتبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الجديد، من أبرز العلماء في المرحلة الراهنة، وجاء قرار تعيينه شيخاً للجامع الأزهر من وجهة البعض، متماشياً مع الاتجاه العام العالمي للمؤسسة الدينية العريقة نحو تدعيم حوار الحضارات، إذ تخرج د. الطيب في كلية أصول الدين، وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية، وعمل مفتيا للديار المصرية عامي 2002 و2003، لينتقل منها إلى رئاسة جامعة الأزهر، ويعتبر أحد أبرز المتصوفة من علماء الأزهر، والذي ورثها عن والده وجده في الأقصر.
ويعيب بعض الأزهريون علي الدكتور أحمد الطيب، أنه خلع رداء الأزهر منذ توليه رئاسة الجامعة وارتدي البدلة الكاملة، وهو الأمر الذي جعل البعض منهم يرى أن عمله بالسياسة له تأثير سلبي عليه كرئيس لجامعة الأزهر.
ومن المعروف أن الطيب عضو في لجنة السياسات بالحزب الوطني، وغالباً ما ينأى بنفسه عن الإعلام، وله أفكار لتطور العلاقة بين الأزهر وخريجيه حول العالم، في إطار تدعيم المكانة العالمية للجامع الأزهر، إذ تم في عهده تدشين الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، وتقوم بجهد كبير لمد أواصر التعاون مع خريجي الأزهر في الخارج.
ومنذ توليه رئاسة جامعة الأزهر، وقع العديد من الاتفاقات للانفتاح على العالم الإسلامي، وأنشأ بعض الكليات والمعاهد فوق المتوسطة، ومن أبرز القضايا التي تعامل معها د. الطيب خلال فترة رئاسته لجامعة الأزهر، أو توليه دار الإفتاء:
ومن مواقفه انه واجه بحزم "أزمة ميليشيات جامعة الأزهر» التي قام بها طلاب الإخوان، والتي تم فيها اعتقال حوالي 180 طالب من طلاب الإخوان المسلمين من المدينة الجامعية بجامعه الأزهر، وقال إنه "لا يمكن أن تتحول إلى ساحة للإخوان، أو جامعة لحسن البنا"، مما أثار ارتياح الأوساط الرسمية وأغضب تيار الإخوان المسلمين ومناصريهم.