الحنجورية) فى نشأتها مصطلح يعود فى الأغلب إلى الكاتب الكبير (محمود السعدنى) أطال الله عمره، وفى معناها البسيط تعنى الشخص الذى يقتصر كفاحه على سلاح الحنجرة (أى الكلام والكلام ثم الكلام ولا شىء غيره)!
ومن هنا فهو بالطبع كفاح سلمى سلبى، وقياسا على ذلك فالمجتمع الحنجورى هو المجتمع الذى تزيد فيه نسبة الحنجوريين على نسبة الفاعلين.. وهنا فى مصر والآن فقط تبرز الحقيقة المرة بأننا فى أغلبنا شعب حنجورى، يكتفى فى جميع فصائله وعلى كل مستوياته بجهود من نوعية (التنظير والشجب والتنديد والتأييد والتأطير والتوريط)، وهى كما نرى لا تتعدى حدود الحنجورية، فما بين مؤيد للدكتور البرادعى، ومهاجم له، ومحلل لمواقفه، وشاجب لها ضاعت الحقيقة الوحيدة وهى أن الرجل لا يسعى إلى منصب الرئيس ولكنه يسعى إلى أن يكون لكل منا حق تقرير المصير، الذى يبدو أننا من طول ما فقدناه لم نعد نفتقده!!
وبدلاً من أن يخرج علينا السادة الفلاسفة والدكاترة والأساتذة والمثقفون والسياسيون بحملات تثقيف وتوعية للناس توضح لهم حجم الارتباط اللصيق بين حرية الاختيار والممارسة السياسية والحقوق الأساسية من صحة وتعليم وخبز وطاقة، وتشرح لهم كيف أن صوت كل منهم هو عملته لشراء وضمان كل هذه الحقوق، بدلاً من ذلك تاهت وأتاهت من يتبعها فى ساحات الكفاح الحنجورى الذى لا يودى ولا يجيب، رافعة شعار (شكا، حكى، بكى) والذى هو لسان حال المصريين منذ أكثر من ثلاثين عاماً!! لله وللوطن ولكل مصرى أرجوكم كونوا منارة للناس، وخذوا بأيديهم بدلا من آذانهم، ونادوا مع الرجل بحقنا -نحن المصريين- فى تقرير المصير!