كان هناك ملك ووزيره تائهان في الصحراء فإذا بخيمة وحيدة منتصبة في وسط الصحراء ..
فدخل الرجلان إليها وإذا برجل عجوز لم يظهر عليه ملامح تشير بأنه عرفهما ..
فقال له الملك : كيف حال القريب ؟؟؟؟
فأجاب : أصبح بعيدا
فسأله : وكيف حال الاثنان ؟؟
فقال : أصبحوا ثلاثة
ففسأل: وكيف حال الجماعة ؟؟
فأجابه : لقد تفرقوا
فقال : لا تفرط بها ولا تبع برخيص
فأجاب العجوز : لا توص حريص
ثم ذهب الأمير ووزيره .. وكان الوزير مندهشا من هذا الحديث كله .. ولكنه لم يشأ أن يسأل الملك لكي لا يظهر جهله أمامه ..
وحاول بطريقة ما الابتعاد عن الملك وعاد مسرعا نحو الخيمة التي يعيش فيها ذلك العجوز
ودخل غليه مسرعا وسأله عن الحديث الذي دار بينه وبين الملك ؟
فقال له العجوز لن أخبرك حتى تعطيني مبلغا من المال كبيرا
فأعطاه
فقال له أما البقريب فهو نظري لقد أصبح بعيدا بعد أن كبرت وعجزت
وأما الإثنان فهما قدماي لقد صاروا ثلاثة لأني لا أستطيع الاستغناء عن العصا
واما الجماعة فهم أسناني لقد تفرقوا لكبر سني وتساقطوا
فاندهش الوزير دهشة كبيرة
ثم سأله عن الشيء الذي أوصاه الملك أن لا يبيعه برخيص
فقال العجوز لا لن أخبرك حتى تجزل العطاء
فأجزل الوزير عطاءه
فقال العجوز : هو سؤالك لقد علم الملك أن ستأتي لتسألني فأوصاني أن لا أبع لك برخيص
واما أنا فعلمت اني سأنال ما أريد فقلت له لا داعي لأن توصي حريص .