بعد قرارها ضم الحرم الإبراهيمى إليها، واصلت إسرائيل بالأمس خطواتها المتسارعة لتهويد مدينة القدس وسط تراجع ملحوظ للدعوات إلى إطلاق الانتفاضة الثالثة، والتى أطلقها قادة لفتح وحماس فى الضفة وغزة، وضعف واضح فى ردود الأفعال الإسلامية والعربية على الخطوة الإسرائيلية.
وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إن إسرائيل تعتزم بناء ٦٠٠ منزل آخر فى أراض محتلة تعتبرها جزءاً من القدس الشرقية، ولم يؤكد أى مسؤول إسرائيلى هذه المعلومة وإن أكد عدد من شهود العيان بدء البناء فى المستوطنة بالفعل.
وكشفت مصادر فلسطينية أن التوسع يتم فى مستوطنة «بسجات زئيف» الواقعة فى الضفة الغربية، مضيفة أن المستوطنين الإسرائيليين حاولوا أن يبنوا ١١٠٠ منزل، ولكن الممانعة القانونية الفلسطينية لم تمكنهم إلا من بناء ٦٠٠ فقط.
ويأتى هذا القرار بعد أسبوع من قيام لجنة إسرائيلية مختصة بشؤون المستوطنات بالمصادقة على إنشاء مستوطنة مكونة من ٥٤٩ وحدة سكنية على أراضى قرية بيت صفافا ضمن مشروع مكون من ٤ مخططات لإنشاء ٣٦٩٩ وحدة استيطانية قابلة للزيادة، كما يأتى أيضاً بعد حوالى ٣ أشهر من قرار توسيع مستوطنة جيلو بـ ٩٠٠ وحدة استيطانية، وبعد ٣ أسابيع من استئناف بناء الجدار العازل فى المنطقة ذاتها.
واستثنى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو القدس من تجميد لبناء المستوطنات لمدة ١٠ اشهر أمر به فى نوفمبر.
وتشكل المستوطنات إحدى أهم الوسائل التى يستخدمها الإسرائيليون فى تهويد القدس، حيث يقيمون ما يسمى «حزام المستوطنات» الذى يحاصر المدينة المقدسة ويعزلها عن الأحياء العربية، سعيا من الدولة العبرية لكى يكون غالبية سكان المدينة من اليهود، مما يجردها من هويتها العربية مما يساعد تل أبيب على ضمها مستقبلا دون قلاقل داخلية، كما يساهم الجدار العازل فى الخطة نفسها.
يأتى هذا بينما تراجعت حدة ردود الأفعال المستنكرة للخطوة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمى، وسط محاولات إسرائيلية للتهدئة أبرزها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى، الذى أكد أن تل أبيب لن تمنع المصلين من التوجه للحرم الإبراهيمى لإقامة الصلاة هناك، مضيفا أن كل ما تغير فى هذا الشأن هو تبعية المسجد التى انتقلت للدولة العبرية بدلا من هيئة الأوقاف الإسلامية فى القدس. ولم يظهر تصريح لأى مسؤول فلسطينى يطالب فيه بـ«الانتفاضة الثالثة» مثلما حدث يوم قرار الضم، كما تراجعت حدة التصريحات العربية والإسلامية المستنكرة لقرار الضم كثيرا، واقتصرت على تصريح لوزير سورى بمنظمة المؤتمر الإسلامى يستنكر قرار الضم.
وتزامنا مع هذه الخطوات التصعيدية، أجرت هيئة الأركان الإسرائيلية تدريبات واسعة ترمى إلى اختبار قدرات لقيادة الوحدات النظامية والاحتياط فى حال نشوب نزاع على حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية فى وقت واحد. وقال البيان إن دروس الحرب ضد حزب الله فى لبنان وهجوم «الرصاص المصبوب» ضد حماس فى قطاع غزة أخذت فى الحسبان خلال هذه التدريبات التى بدأت الأحد الماضى، وانتهت مساء الخميس.