شن الطيران الحربى الإسرائيلى فجر أمس عدة غارات على قطاع غزة، إثر عملية إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل، وذلك فى وقت كثفت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلية من هجماتها على مخيم شعفاط، المخيم العربى الوحيد الباقى بالقرب من مدينة القدس المحتلة، حيث تجددت المواجهات بين سكان المخيم وقوات «المستعربين» الإسرائيلية، التى اقتحمت المخيم، الأمر الذى اعتبره حاتم عبدالقادر، مسؤول ملف القدس فى حركة التحرير الفلسطينى (فتح)، حرباً مفتوحة غير مسبوقة لتهويد المدينة.
وقال متحدث عسكرى باسم جيش الاحتلال إن الغارات جاءت «رداً على إطلاق صواريخ على بلدات إسرائيلية فى شمال غرب النقب خلال الأيام الماضية»، لكنه لم يحدد المواقع التى تم استهدافها. لكن مصدراً أمنياً فلسطينياً أكد أن الغارات لم تؤد لوقوع إصابات، وإن دمرت مبنى مطار غزة الدولى فى منطقة رفح، خاصة القسم الخاص بكبار الزوار، وهو المطار المغلق منذ بداية الانتفاضة الثانية عام ٢٠٠٠.
من جانبهم، قال شهود فلسطينيون إن «طائرات إف ١٦ الإسرائيلية قصفت مطار غزة بـ٥ صواريخ وألحقت دمارا فيه»، مشيراً إلى «عدم وقوع إصابات»، وقال المتحدث العسكرى الإسرائيلى إن أكثر من ٢٠ صاروخا وقذيفة هاون أطلقت على الأراضى الإسرائيلية منذ مطلع العام، محملا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية عن «الحفاظ على السلام والهدوء فى قطاع غزة».
على الجانب الآخر، اتهم مسؤول ملف القدس فى حركة «فتح»، إسرائيل بشن حرب مفتوحة ضد الفلسطينيين فى القدس المحتلة «لإفراغ المدينة» من سكانها العرب، وقال لإذاعة «صوت فلسطين» إن هذه الحرب تدور على جميع المستويات ضد المقدسيين، وتشارك فيها كل مكونات الحكم فى إسرائيل على المستويات السياسية والأمنية والقضائية.
وقال عبدالقادر إن إسرائيل تشن حرباً غير مسبوقة على جميع الأحياء الفلسطينية فى المدينة المقدسة وتسابق الوقت لفرض وقائع جديدة فيها، من أجل تهويد المدينة بشكل كامل من خلال إحداث خلل فى التركيبة السكانية فى المدينة لصالح المستوطنين، وهو ما يفسر عنف الهجمة التى تتعرض لها القدس هذه الأيام.
وأشار المسؤول إلى أن الهجمة الإسرائيلية الشديدة منذ أيام على مخيم شعفاط تهدف لإزالته من مكانه «لأنه يمنع تواصل مستوطنتى كريات زئيف من شمال القدس ومستوطنة التلة الفرنسية فى جنوبها».
كانت المواجهات تجددت مساء أمس الأول بين سكان المخيم وشرطة الاحتلال، التى اقتحمت المخيم وقامت بعمليات تفتيش، شاركت فيها وحدات خاصة من المستعربين، وقال شهود إن المواجهات أدت إلى إصابة عدد من المواطنين، واعتقال آخرين.
وتشن إسرائيل منذ أيام عمليات اعتقال واسعة بين أوساط شبان المخيم، الذى تقول مصادر فلسطينية إنه يتعرض فى الوقت الحالى لحملات ضرائبية تستهدف محاله التجارية، تترافق مع حملة أخرى على ورشات البناء فيه. وشهد المخيم والأحياء المجاورة أمس إضراباً تجارياً شبه عام، أغلق خلاله أصحاب المحال التجارية محالهم احتجاجاً على الحملة الإسرائيلية.