القاهرة . فادي عاكوم _ وجدت قناة الجزيرة الرياضية نفسها امام اصعب الامتحانات التي من الممكن ان تواجهها اي وسيلة اعلامية وهو كيفية التعاطي مع مباراة منخبي مصر والجزائر مع ما تحمله معها من توترات تخطت حدود الملعب لتنتقل الى الشارعين المفترض ان يكونا شقيقين. فالجزيرة ما ان اتمت صفقتها الشهيرة مع "اي ار تي" واجهت اللغط الذي رافق النقل الحصري لمباريات كاس افريقيا وخلافها على التسعيرة مع التلفزيون المصري، وحرمان المصريين من حضور المباريات الى ان وصلت الامور الى حد الفتاوي التي اجازت استعمال الوصلات غير الشرعية لفتح قنوات الجزيرة الرياضية لمتابعة التصفيات، مما ادى الى تدخل من الجزيرة ونقل المباريات على القنوات المفتوحة وصفقة غامضة لا زالت اسرارها في الكواليس ادت الى نقل مباريات المنتخب المصري الاخيرة عبر القناة المصرية الثانية.
ولا شك ان اي خطا في التغطية التي ستجريها الجزيرة الرياضية ستحمل معها الانتقاد من اجد الجانبين، فدقيقة اضافية لهذا الفريق او ذاك سيعتبر تحييزا، واي كلمة او لفظة على الهواء مباشرة ستشعل حربا عربية – عربية جدية تكون امارة قطر وهي الراعي للجزيرة طرفا فيها، وبالطبع ليس من الضروري التذكير ان العلاقات بين قطر ومصر من الاساس تشوبها توترات سياسية كثيرة والارضية قابلة للاشتعال ومهيئة جدا.
الخطوة الاولى من قبل القناة القطرية تمثلت على ما يبو باختفاء المحلل التونسي طارق دياب بعد مباراة زامبيا وتونس من استديو التحليل لانه كان قد اغضب الشارع المصري بعد مباراة مصر ونيجيريا بسبب قوله على الهواء ان لا عروبة في الوقت الحالي و 90% من الجزائريين كانوا يتمنون خسارة الفريق المصري، الامر الذي لم يرق للشارع المصري واعلامييه الذين هاجموه بشدة، علما انه حاول مغازلة جمهوره بعد لقاء مصر وموزامبيق باشادته
بأداء المنتخب المصري، واقتصار الحوار في اللقاء التحليلي على التحليل الفنى فقط بعيداً عن الأمور الجانبية والسياسية، ووصف حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني المصري بـ "القدير" معترفاً ببصمته على جميع اللاعبين وتمكنه من إدارة المباراة بكل إتقان.
فاكبر قاعدة جماهيرية للجزيرة بشكل عام هي الجمهور المصري وادارة القناة تعلم هذا جيدا بل ولا تكل في محاولاتها الدائمة للمحافظة عليها، حتى ان الزميل الاعلامي فيصل القاسمي قال في احدى الدردشات الخاصة ان برنامجه الجدلي وجد لاستقطاب الجمهور المصري وقاعته الشعبية الواسعة وسيبقى، وهو ما حدث فعلا في دورة البرامج الجديدة حيث تبدلت غالبية البرامج باستثناء برنامجه، اما بالنسبة للجانب الاخر اي الجزائر فبات واضحا التوغل السياسي والاقتصادي القطري، وحرص القيادات القطرية على تعزيز الاستثمارات المالية فيها، وهذا ما وضع الجزيرة الرياضية في وضعها الحرج، فان اغضبت الشارع المصري ستخسر اكثر من نصف مشاهديها اذا ما تمت مقاطعتها، واذا اغضبت الجزائريين فمصير الاستثمارات القطرية سيكون ضبابيا كما حصل مع الاستثمارات المصرية بعد احداث السودان.
نقل المباراة ومن دون ادنى شك سيركز على جمهور الفريقين بعد احداث السودان التي رافقت اخر مباراة بينهما، وقد سرت شائعات تفيد ان نفس الجمهور الذي اعتدى على الجمهور المصري موجود حاليا بانغولا ليواكب فريقه في المباراة الفاصلة الى التاهل للمباراة النهائية، مما دفع المصريين الى مطالبات بتامين حماية فريقهم وجمهورهم حتى لو وصلت الامور الى ارسال عناصر القوات الخاصة بلباسهم المدني ليكونوا سدا في حال حدوث اي شغب.
في المرتبة الثانية ستقع الانظار على المدربين، المصري حسن شحادة الملقب بالمعلم والجزائري رابح سعدان وهما حاليا نجوم الشارعين بامتياز، حتى ان الشارع المصري وبالفكاهة المعهودة يطالب بتعيين "المعلم" رئيسا للوزراء لقدرته الكبيرة على مواجهة الازمات.
النجم الثالث وهو الذي ظهر من حيث لا يعلم احد هو اللاعب المصري محمد ناجي جدو الذي لم يكن موجودا منذ ثلاثة اشهر فقد تحول في يوم وليلة الى احد الابطال القوميين المصريين، ونال نصيبه من الفكاهة التي تطالب في حال تسجيله هدف الفوز بمرمى الجزائر اقامة تمثال له ويتم نصبه مكان نصب سعد زغلول في وسط القاهرة.