أغلق المنتخبان المصري والجزائري ملف فوزهما المثير على الكاميرون وساحل العاج على التوالي، وانصب التركيز الآن على موقعتهما المثيرة التي ستتجدد مساء الخميس المقبل في كلاكيت مثير بين المنتخبين للوصول لنهائي كأس أفريقيا هذه المرة، وليس للمونديال الذي طويت صفحته في أم درمان العام الماضي.عبدالله زقوت – إيلاف : تشهد بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًّا في أنغولا معركة مصيرية بين المنتخبين المصري والجزائري في سبيل وصول أي منهم للدور النهائي من الكأس الأفريقية، حيث ستكون مدينة بنغيلا الأنغولية مسرحًا لهذه المباراة، في "كلاكيت" مثير بين المنتخبين اللذين تصادمًا العام الماضي في أم درمان السودانية في سباق الوصول للمونديال الذي حجز بطاقته المنتخب الجزائري.
ويرى مراقبون أن مواجهة مصر والجزائر ستكون واحدة من أصعب المباريات في تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية خاصة وأنها تأتي بعد شهرين فقط من مباراتهما الفاصلة التي أقيمت في أم درمان بالسودان على بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا والتي فاز فيها المنتخب الجزائري بهدف نظيف.
كما قد يشهد الدور قبل النهائي مواجهة عصيبة أخرى بين المنتخب النيجيري الذي نجح في التغلب على نظيره الزامبي بفارق ركلات الجزاء ليلتقي مع نظيره الغاني في العاصمة الأنغولية لواندا حيث فاز المنتخب الغاني على نظيره الأنغولي 1/صفر، حيث تتسم المباريات بين المنتخبين الغاني والنيجيري دائمًا بالإثارة والندية والعصبية الزائدة.
وسيكون على المنتخب المصري أن يتجاوز مهمة صعبة للغاية وعقبة كبيرة إذا أراد الفوز باللقب الأفريقي للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه (رقم قياسي)، وهو المنتخب الجزائري الذي قدم مستويات قوية ورائعة في البطولة آخرها فوزه التاريخي والمستحق على ساحل العاج إحراز اللقب.
والمواجهة في نصف النهائي بين المنتخبين المصري والجزائري، ولها أيضًا حسابات خاصة لكل منهما، فعلى صعيد المنتخب المصري فهو يسعى أولا لرد إعتباره بعد الخسارة أمام الجزائر بالذات في المباراة الفاصلة والمؤهلة للمونديال علاوة على الأحداث المؤسفة التي واكبت مباراة المنتخبين في أم درمان، إلى جانب تأكيد أحقيته بأنه كان الأفضل للوصول للمونديال على الرغم من الخسارة أمام الجزائر التي حجزت البطاقة عوضا عنه.
كما سيسعى أيضاً لإثبات جدارته الأفريقية وعلو كعبه على منتخبات القارة السمراء، في سبيل الوصول للنهائي والحفاظ على لقبه الذي يحتكره منذ 4 سنوات، إلى جانب طموحه في الفوز بلقب جديد يوسع الفارق بينه وبين المنتخبات الأخرى الفائزة باللقب الأفريقي.
ويعي الجميع أن مواجهة مصر والجزائر سيكون لها مذاق خاص خصوصا من جانب المنتخب المصري الذي هو بحاجة ماسة لإقصاء الجزائر الذي صدمته وخطفت بطاقة التأهل للمونديال ، على الرغم من أن الجميع كان يعتقد أن المنتخب المصري سيشق طريقه إلى نهائيات كأس العالم التي بلغها مرتين سابقتين فقط في عامي 1934 و1990 ، لكنه أهدر الفرصة بعدما سنحت له بقوة في نهاية التصفيات وحرموا جماهيرهم من حلم مشاهدة الفريق في نهائيات كأس العالم.
لذلك تأتي كأس أفريقيا 2010 بأنغولا في توقيت عصيب بالنسبة للفريق وتمثل له الفرصة المناسبة لمصالحة جماهيره وتعويض إخفاقه في الوصول لكأس العالم من خلال الفوز بلقب كأس أفريقيا للمرة الثالثة على التوالي والسابعة في تاريخه، وقبل ذلك الفوز على الجزائر ورد الإعتبار.
ويمثل المنتخب المصري ركيزة أساسية في تاريخ كأس الأمم الأفريقية ليس فقط لأنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب ولكن لأنه أدى دورًا كبيرًا في وصول البطولة إلى هذا القدر من الأهمية.
وعلى مدار 26 بطولة أقيمت حتى الآن شارك المنتخب المصري في 21 بطولة منها ليكون صاحب أكبر عدد من المشاركات كما يشارك المنتخب الغاني في عدد مرات الوصول للمباراة النهائية برصيد سبع مرات لكل منهما ولكن مصر تفوقت في عدد مرات الفوز باللقب حيث أحرزته ست مرات مقابل أربع مرات للمنتخب الغاني.
وعلى الجانب الآخر، يقف المنتخب الجزائري الذي صدم جماهيره في بداية مشاركته في كأس أفريقيا الحالية بخسارة مدوية أمام منتخب مالاوي، على بعد خطوة من الوصول للنهائي الأفريقي واستعادة بريقه الذي فقده بعد غيابه عن البطولتين السابقتين حاملا آمال وطموحات كرة القدم الجزائرية .
ويعي الجزائريون مدى صعوبة المواجهة أمام مصر في الدور نصف النهائي، ولكن لهم طموحات خاصة بهم لا تقل شأنًا عن المصريين، فأول هذه الطموحات تأكيد جدارتهم بالوصول للمونديال العالمي وأحقيتهم في هذا الوصول، كذلك الاستفادة من المستويات الرائعة التي قدمها المنتخب الجزائري في بطولة أفريقيا الحالية كخير إعداد للمونديال.
وعلى مدار مسيرته في بطولات كأس الأمم الأفريقية ، أحرز المنتخب الجزائري لقب البطولة مرة واحدة عام 1990 بينما فاز بالمركز الثاني في عام 1980 ووصل للدور قبل النهائي أعوام 1982 و1984 و1988 ودور الثمانية أعوام 1996 و2000 و2004 بينما خرج من الدور الأول في باقي البطولات.
وعانت الكرة الجزائرية بشكل عام والمنتخب الجزائري بشكل خاص من تراجع المستوى على مدار العقدين الماضيين بل وظهر ذلك في فشل الفريق في بلوغ نهائيات كأس الأمم الأفريقية في البطولتين الماضيتين عامي 2006 بمصر و2008 بغانا.
ولكن الفريق عاد أخيرًا للانتصارات وحقق إنجازين حقيقيين في الفترة الماضية بتأهله لنهائيات كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا وكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما تصدر مجموعته في التصفيات المزدوجة المؤهلة للبطولتين.
وتتركز طموحات المنتخب الجزائري في هذه المرحلة في تكرار عروضه القوية التي قدمها خلال البطولة الحالية لتجاوز عقبة المنتخب المصري والوصول للنهائي.
وإذا نجح أي من المنتخبين المصري أو الجزائري في تجاوز الآخر يكفينا فخرًا كعرب أن أحد أطراف المباراة النهائية سيكون عربياً ، وسنضمن منافسة قوية على إبقاء الكأس الأفريقية في الخزائن العربية إما في القاهرة أو الجزائر .. وننتظر جميعًا الفصل في مواجهة بنغيلا .. الخميس المقبل.