عمر خضر.. طفل مصرى معجزة من أسرة متوسطة كحال أكثر الأسر المصرية ورغم سنوات عمره التى لم تتجاوز السابعة ورغم أنه لم يحصل بعد على أى درجة تعليمية إلا أنه استطاع ابتكار العديد من الاختراعات ورغم بساطتها إلا أنها تتنبأ بمخترع مصرى من طراز فريد.
البداية كانت مع تصميم عمر جهاز إنذار للحرائق مكون من دائرة كهربائية صغيرة تعمل ببطارية جافة، يتصل بها جرس عندما يتعرض المكان المحيط لدرجة حرارة عالية يكتشفها جهاز حساس للحرارة يصدر هذا الجهاز جرساً مرتفعاً لينذر بحريق. واعتمد عمر فى ابتكاره على نوع من المعادن قام بتركيبته!! يتمدد سريعا بالحرارة وأثناء تمدده يلامس أحد أطراف الدائرة الكهربائية فيصل التيار الكهربائى للجرس فيصدر صوت الإنذار.
مشهد لحريق كبير- وما أكثر الحرائق هذه الأيام- كان الدافع لهذا الطفل الصغير لكى يفكر ويبتكر ويقول عمر «أنا شفت حريق كبير قريب من بيتنا ففكرت فى جهاز إنذار يحذر الناس قبل ما الحريق يكبر».
من خلال فك الألعاب وتجميعها مرة أخرى تعلم عمر خضر كيف يبتكر وكيف يصنع دوائر كهربائية بسيطة، وهو ما يقابل بالكثير من التعنيف من الأهل إذا ساق الفضول أبناءهم لفك الألعاب لمعرفة كيف تعمل، ويقول عمر وهو ينظر لوالده: «لم يصرخ فى أحد وأنا أحاول أن أفك أى لعبة وكنت أعيدها مرة أخرى كما كانت وأفضل»، ويضيف «حبى للألعاب جعلنى أفكر فى جهاز للسفن الغريقة».
ابتكار عمر خضر لإنذار السفن الغارقة يعتمد، حسب شرح والده، على بطارية أخذها من إحدى ألعابه وثبتها على قطعة من الخشب بها طرفان موجب وسالب متصلان بالبطارية احدهما مثبت بقطعة ِفل صغيرة بمحاذاة الطرف الآخر، يدور حولهما إطار صغير من البلاستيك المثقوب عندما يتعرض للمياه تطفو قطعة الفل فتلامس الطرف الآخر من الدائرة الكهربائية فيصدر جرس تنبيه بغرق السفينة ويمكن ببعض التعديلات أن يرسل إشارات نجدة للسفن القريبة.
ورغم بساطة أفكار عمر خضر إلا أنها تنم بلا شك عن أنه يفكر.. وهذا فى حد ذاته مؤشر جيد على ذكاء الطفل ومدى قدرته على الإبداع وهو ما أهله للحصول على المرتبة الأولى بين زملائه بمدرسة المستقبل الابتدائية بمحافظة القليوبية وكرمته جهات عديدة وعرض ابتكاراته فى معارض مدرسية ونال تكريم وزير التربية والتعليم، ويومها يتذكر أهل عمر خضر عبارة وجهها دكتور يسرى الجمل للطفل وهو مستغرب «إنت عملت الحاجات دى لوحدك».
المدهش حقاً فى هذا الطفل العبقرى أنه يحلم أن يكون فى المستقبل « ضابط شرطة»، ويقول «عايز ابقى مخترع وظابط عشان اعمل حاجات كتيرة تكون باسمى وأمسك كمان الحرامية»، ورغم أن المهنة الثانية التى يحلم بها عمر خضر لا تمت بأى صلة لمفهوم الابتكار والاختراع، فإنه طفل صغير ومن حقه أن يحلم وربما يحمل له المستقبل الفرصة لكى يحقق أحلامه.. فيكون «ضابطا ومخترعا» فى نفس الوقت.