منتديات رحيل
منتديات رحيل
منتديات رحيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الخيرات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» صديق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالإثنين 21 أكتوبر - 11:09 من طرف الجندى المصرى

»  غزه تنتصر لأمه معاقه
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالإثنين 21 أكتوبر - 11:01 من طرف الجندى المصرى

» عيدنا الكبير عودة الآقصى الأسير
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالإثنين 17 يونيو - 11:38 من طرف الجندى المصرى

» وحشتونى جدااااااااااااااااااااااااااااااا
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالأربعاء 13 ديسمبر - 8:41 من طرف الجندى المصرى

» دفتر الحضور و الغياب لكافة الأعضاء
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالأربعاء 17 مايو - 11:47 من طرف الجندى المصرى

» برنامج القرص الوهمي الرائع Farstone VirtualDrive Pro 115.
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالجمعة 22 أغسطس - 22:30 من طرف frahat

» أكاديمية الجزيرة
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالخميس 30 يناير - 9:37 من طرف elsweedy6

» ملف كامل عن فلول الوطنى وتامرهم على مصر وعلى الثوره انشروا وافضحوهم فى كل مكان
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالإثنين 13 يناير - 1:00 من طرف الجندى المصرى

» الدعاء اهلنا فى سوريا
الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالجمعة 13 ديسمبر - 17:31 من طرف عبيرالفل


 

 الانتماء الهستيرى

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبيرالفل
مشرفه اداريه
مشرفه اداريه



انثى عدد الرسائل : 2803
العمل/الترفيه : للااعمل
المزاج : احب عيشة الحرية
الاوسمه : الانتماء الهستيرى 15751612
تاريخ التسجيل : 03/11/2008

الانتماء الهستيرى Empty
مُساهمةموضوع: الانتماء الهستيرى   الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:18

أين العلم المصري الصيني" :

بعد انتهاء مباراة مصر والجزائر الفاصلة يوم 18 نوفمبر 2009 م (والتي فاز فيها فريق الجزائر) وجدت عددا من المراهقين والشباب في أحد شوارع القاهرة الرئيسية وقد ألقوا الأعلام التي كانت بأيديهم وراحوا يشعلون النار بصناديق القمامة , وراحوا يمحون الأعلام المنقوشة على وجوههم , واكتمل المشهد بالأنباء الواردة من الخرطوم وأم درمان تقول بأن جمهور المشجعين المصريين (وأغلبهم من الفنانين والإعلاميين وأعضاء الحزب الوطني الديموقراطي جدا وبعض أعضاء مجلس الشعب) كانوا يتخلصون من الأعلام التي بحوزتهم وال "تي شيرتات" التي رسم عليها العلم المصري حتى يأمنوا بطش الجزائريين . وكانت صدمة وطنية حين اتضح أن العلم الذي يحمله شباب مصر صناعة صينية وربما يفسر هذا سرعة اختفائه أو تمزقه فهو كالمصنوعات الصينية يستخدم لفترة قصيرة أو لمرة واحدة مثل المناديل الورقية . لسنا هنا بصدد إدانة سلوك أو إصدار حكم قيمي أو نقد فشلنا في صناعة علمنا الوطني أو إدارة الأزمة برمتها , بقدر ما نحاول فهم ما يجري , فقد كان البعض يستبشرون بخروج ملايين الشباب والمراهقين والكبار إلى الشوارع رافعين علم مصر ويعتقدون بأنها موجة عودة الإنتماء حتى ولو كان انتماءا كرويا , المهم أن يحمل هؤلاء الشباب العلم المصري (بشرط أن يكون صناعة مصرية) ويرددون : "مصر" ... "مصر" على أنغام الطبول . كنا جميعا نريد أن نصدق عودة الإنتماء على أمل أن يكون ذلك طاقة محركة تتعتع الوضع الراكد والمتجمد للوطن العزيز , ولكن الواقع أكد أن الإنتماء الكروي انتماءا هستيريا صاخبا ووقتيا بالضرورة , وأن الإنتماء الحقيقي له مواصفات وشروط مختلفة , وأن الحد الأدنى له أن يشعر المواطن بأن وطنه يمنحه احتياجاته الأساسية بشكل كريم وأنه يشعر بالعزة والشرف والفخر والكرامة بانتسابه إليه , وأن يكون هذا الإنتماء حالة دائمة لا تهزها الأحداث والمواقف الصعبة بل تقويها .


الانتماء الهستيرى 904305711

جرح الإنتماء:


كنت مدعوا منذ شهور قليلة لإلقاء محاضرة في معسكر دولي للشباب عن الإنتماء , وكان الحاضرون حوالي 340 فتاة مصرية في سن المراهقة وبدايات الشباب , وعلى الرغم من أنني حاولت أن أتكلم عن قضية الإنتماء وإشكالياتها بشكل موضوعي إلا أنني لمست جرحا غائرا في نفوس الفتيات حول موضوع الإنتماء فهن يتساءلن في براءة وصدق وغضب: "كيف نشعر بالإنتماء ونحن لا نجد لقمة العيش الكريمة" ... "كيف نشعر بالإنتماء وإخوتنا يموتون على شواطئ أوروبا غرقا بحثا عن حلم لم يجدوه في بلدهم " ... " كيف نشعر بالإنتماء وكرامتنا تهان كل يوم داخل بلدنا وخارجها" ... "كيف نشعر بالإنتماء ونحن لا نشارك في تحديد مصير هذا البلد" .... "كيف نشعر بالإنتماء ونحن نتلقى تعليما متخلفا ليس له علاقة بسوق العمل أو بالحياة " ... "كيف نشعر بالإنتماء ونحن لا نتلقى رعاية صحية في المستشفيات الحكومية , ولا نملك في نفس الوقت مصروفات المستشفيات الخاصة" ... "كيف نشعر بالإنتماء في ظل هذه الحياة الطبقية التي استولى فيها الأغنياء على الثروة والسلطة وراح الفقراء يتسولون أو يرتشون أو يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة" ... "كيف نشعر بالإنتماء ونحن لا نجد عملا إلا بالواسطة أو الرشوة أو المحسوبية" ... " كيف نشعر بالإنتماء وأمريكا وإسرائيل يدوسون كرامتنا كل يوم" ... "كيف نشعر بالإنتماء بعد أن سقطت هيبة مصر وتطاول عليها الجميع" ... "كيف نشعر بالإنتماء والمصريون يهانون في الداخل والخارج ولا يجدون من يدافع عن كرامتهم" ... " كيف ... كيف ..... كيف ...." . كنت أشعر بالشفقة عليهن وعلى البلد من هذه المشاعر السلبية من فتيات في مقتبل العمر , وحاولت أن أقاوم هذه النزعة السلبية وأن أنزع عنهن فكرة الكفر بالوطن وأستشهد على ذلك بوقائع وأحداث كثيرة (بعضها شخصي من خلال إحساسي بالوطن في سنوات غربتي وبعضها عام) تبين قيمة الوطن على الرغم من كل المشاكل التي نحياها على أرضه , وأن هذا الوطن نعرف قيمته بشكل أوضح حين نعيش في الغربة , وحين نواجه التمييز ضدنا في البلاد الأخرى ولا نجد في النهاية غير حضن الوطن يضمنا رغم قسوة ظروفه واضطراب أحواله .

هذا الجرح الغائر تجده واضحا حين تتحدث إلى الشباب المصري فتجد أن أحلامهم مرسومة خارج حدود الوطن , وأغلى أمانيهم الحصول على فرصة تعليم أو فرصة عمل خارج الوطن , وبعد أن كانت إحدى سمات الشخصية المصرية حب الإستقرار , تغير الأمر وأصبح السفر أو الهجرة حلما أساسيا يداعب خيال غالبية الشباب إن لم يكن كلهم .

ضعف هيبة مصر :

ومما يقوي الإنتماء أن يكون الوطن له هيبة وعزة وكرامة وأن يكون مرفوع الرأس , أما إذا اهتزت تلك المعاني أو تراخت أو ضمرت فإن الإنسان لا يرغب في الإنتماء إلى وطن مكسور أو ذليل أو خائف أو خاضع أو مرتعش أو تابع أو مطأطئ الرأس . ومصر من البلاد التي كانت لها مكانة وهيبة , وعلى الرغم من صغر مساحتها ومحدودية اقتصادها إلا أنها كانت تعتبر دولة عظمى حضاريا وثقافيا , ومركز ثقل عربي وإسلامي لا يستهان به . وقد مرت مصر في السنوات الأخيرة بظروف وأحوال واتخذت مواقف هزت من هيبتها أمام الصلف الإسرائيلي والبطش الأمريكي والتطاول العربي , إذ تخلت مصر عن دور الدولة الكبيرة الرائدة ذات المواقف العظيمة المليئة بالعزة والكرامة والشرف , وتبنت مواقف رخوة مائعة براجماتية استسهالية , وتخلت عن كثير من واجباتها كدولة كبيرة في المنطقة , وأصبح انتماءها العربي شكليا هامشيا وانتماءها الإسلامي أضعف من انتماءها العربي ولا يتعدى المشاركة في اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي على فترات شديدة التباعد وشديدة الضعف . ولما انفض عنها العرب والمسلمون – لزهدها فيهم أو عدم إيمانها بهم – لم تجد إلا دور الميسر للسياسات الأمريكية وحامل الرسائل بين الفلسطينيين والإسرائليين أو بين الفلسطينيين بعضهم البعض , ودور الباحث عن لقمة العيش بعيدا عن المشاكل . وكانت المواقف الرخوة والمترددة والغامضة أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان 2006 م والمجزرة الإسرائيلية في غزة 2008 م القشة التي قسمت ظهر البعير إذ بدأت الإنتقادات اللاذعة لمصر على تراخيها وارتخائها في تلك الأحداث , إذ لم يستطع الجمهور العربي والإسلامي أن يفهم أو يتفهم أو يتقبل إصرار مصر على المشاركة في حصار غزة وإغلاق معبر رفح بينما إسرائيل تقوم بمجزرة وحشية ومحرقة ضد الفلسطينيين . وهكذا سقط عمود الخيمة العربية , وصغرت مصر في عيون العرب والعجم , وتشجع الكثيرون على انتهاك حرمتها والتطاول عليها .

ظهر الأمر جليا في صورة مظاهرات أمام السفارات المصرية إبان أحداث غزة بشكل خاص , واستمر الأمر في صورة عبارات لاذعة ضد مصر على مواقع الإنترنت صادرة عن شباب عربي ومسلم من كل مكان , وازدادت حدة التجريح لمصر قبل وأثناء وبعد مباراة مصر والجزائر في 18 نوفمبر 2009 م والتي انتهت بهزيمة المنتخب المصري وإهانة الجمهور المصري إهانة قاسية على يد جمهور جزائري غوغائي مدفوع بشكل منظم من قيادته السياسية أو العسكرية بهدف إهانة المصريين وإذلالهم , كل هذا مصحوبا برسائل على الإنترنت وفي الصحف تدور حول ذم مصر والمصريين ومعايرتهم بتحالفهم مع العدو الصهيوني والأمريكي . وقد يقول قائل : وماذا فعل بقية العرب أو المسلمون المنتقدون لتراجع مصر ؟ .. وهذا تساؤل منطقي إذ لم يفعل المنتقدون شيئا أكثر من الصراخ والسباب , ولكن رغم هذا كان الخاسر الأكبر هو مصر التي تخلت طواعية عن دورها المحترم فشجعت السفهاء على التطاول عليها وتمزيق علمها وإهانة مواطنيها ليس فقط في مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر وإنما في كل مكان يتواجد فيه مصري . وهنا يشعر المصري بأن جنسيته المصرية تجلب له المتاعب , وأن بلده غير قادر على بسط حمايته عليه في أي بلد عربي أو أجنبي (دعك من التصريحات والتطمينات السياسية التي لا تر لها أثرا على أرض الواقع) , والمواقف والأحداث كثيرة حول إهانة المصريين وإذلالهم وضياع حقوقهم في كل مكان , ودائما ينتظر الناس موقفا حازما من بلدهم يعيد لهم حقوقهم أو كرامتهم فلا يجدوا إلا صمتا غير مفهوم أو تذرع بضبط النفس والحكمة والتعقل والحفاظ على المصالح العليا , وكأن كرامة المواطن وهيبة الوطن لا ينتميان إلى المصالح العليا , وكأن الحكمة وضبط النفس يتعارضان دائما مع القوة والحزم والكرامة . وإذا أضيف إلى هذا الضياع الخارجي للكرامة والحقوق ضياعا داخليا لهما يستشعره المواطن المصري في حياته اليومية تبينت أزمة الإنتماء المصري في هذه الأيام .

الانتماء الهستيرى 4330
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبيرالفل
مشرفه اداريه
مشرفه اداريه



انثى عدد الرسائل : 2803
العمل/الترفيه : للااعمل
المزاج : احب عيشة الحرية
الاوسمه : الانتماء الهستيرى 15751612
تاريخ التسجيل : 03/11/2008

الانتماء الهستيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتماء الهستيرى   الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:20

التوظيف السياسي للإنتماء الهستيري :

لسوء الحظ تقابل المنتخب المصري مع نظيره الجزائري في المباراة النهائية للتأهل للصعود لمباريات كأس العالم , حيث تعاني كل من مصر والجزائر أزمات حادة في الإنتماء , فمصر تتجاذبها انتماءات استقطابية عديدة فالبعض يحاول إحياء الإنتماء الفرعوني (أطلق الإعلاميون الرياضيون على المنتخب المصري لقب الفراعنة) , والبعض يدافع عن الإنتماء العروبي (امتدادا لنزعة القومية العربية في الستينات) , والبعض يحاول التمسك بالإنتماء الطائفي القبطي (وهذا ينقسم إلى أرثوذكس وإنجيليين وكاثوليك) , وفريق كبير يرى الحل في العودة إلى الإنتماء الإسلامي (وحتى هذا الإنتماء يتفرق بين تيارات عديدة مثل الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية والجهاد) , أما الجزائريون فيتوزعون ويتنازعون بين الإنتماء العربي تارة والإنتماء البربري تارة والإنتماء الإسلامي تارة والإنتماء الفرنسي تارة أخرى . ويوجد فريق آخر في كلا البلدين يكفر بالإنتماءات كلها ويريد أن يحصل على لقمة عيش وحياة كريمة وآمنة ولكنه لا يجدها . أما فئة الشباب فإنهم يعانون جوعا إلى الإنتماء حيث فشلوا في أن يجدوا وطنا يحبونه ويفخرون به ويتفانون في خدمته والولاء له.

ويبدو أن أولي الأمر في البلدين أسعدهم ذلك الإنتماء الهستيري الكروي فساعدوا بشكل مباشر أو غير مباشر على إظهاره بل وإشعاله إلى أقصى درجة ممكنة حتى ولو وصل إلى حالات الخطورة , وتم السماح بالتعبير الحر المباشر عن الفرحة بانتصارات الكرة في حين كان يمنع التعبير عن الإنتماء الوطني في قضايا أخرى سياسية أو اجتماعية أو عربية أو إسلامية حتى ولو كان المعبرون عن ذلك عدة مئات أو آلاف , وكان يحتج على ذلك بمنع تهديد حركة المرور أو سلامة الناس والممتلكات . وقد التقط الإعلام الرياضي هذا الضوء الأخضر وذلك السماح والتشجيع للتعصب الكروي فراحوا يمدون ساعات البث الرياضي على القنوات الفضائية الحكومية والخاصة يشغلون الناس طول الوقت بأخبار الرياضة والرياضيين ويلهبون حماسهم ويحولون اهتماماتهم بالكامل نحو المستطيل الأخضر داخل أرض الإستاد . واندفع الناس في سذاجة يبحثون عن حياة بديلة في الملاعب ويخدرون وعيهم بمباراة أو أكثر يشاهدونها قبل النوم فينعمون بنوم هادئ وأحلام سعيدة .

وحدثت الخطيئة الكبرى فى المباريات الكروية مع الجزائر وظهر التوظيف السياسي للكرة وظهر الإستغلال البراجماتي لمشاعر الجماهير الساذجة المندفعة الهائجة والمتحمسة , وتم توجيه الإنتماء نحو الكرة والملاعب , مع توجيه الغضب نحو الخصم الكروي واعتبار المباراة معركة , واستخدام الأغاني الوطنية التي ألفت ولحنت وغنيت في وقت الحرب مع العدو الإسرائيلي وهاهي الآن يتم إذاعتها في وقت اللعب وقبله وبعده مع الفريق الجزائري . وظهر السياسيون يحاولون أن يدخلوا على الخط ويظهروا في المربع المحبوب لدى الناس , وكان في تخطيطهم أن يعودوا من السودان بعد الفوز على الخصم الجزائري وهم محمولون على الأعناق ليتم ترسيمهم كأحباء للشعب وكقادة لمسيرته , ولم لا وقد أدت حكمتهم وجهودهم إلى النصر المبين , وكانت هناك آمال كبيرة معلقة على هذا النصر الكروي لتلميع وتصعيد وجوه بعينها .

وتورط الطرف الجزائري في نفس الأمر فدخلت القيادة السياسية على الخط الكروي لعلها تحل مشكلة مشروعيتها ومقبوليتها وجاذبيتها للجماهير الجزائرية , تلك الجماهير التي فقدت حلمها الديموقراطي بعد الإنتخابات البرلمانية التي فازت فيها جبهة الإنقاذ وإذا بالجيش الجزائري يسرق هذا الحلم ويلغي الإنتخابات ويعود بالحكم العسكري مرة أخرى حتى هذه اللحظة . والأجنحة السياسية والعسكرية في الجزائر تريد أن توحد الجزائريين المنقسمين حول الكرة لتصرفهم عن الصراعات الداخلية التي تكاد تفتك بالجزائر منذ ألغيت نتيجة الإنتخابات , وتريد أن تلمع السياسيين الحاليين وتجعلهم أبطالا شعبيين وتمحو عنهم تهمتهم في اغتصاب السلطة وفي قهر الشعب الجزائري وإلغاء إرادته في اختيار من يمثله ومن يحكمه .

والشعبين المصري والجزائري يعيشان ظروفا حياتية صعبة وإحباطات سياسية واجتماعية شديدة , وربما كانت فرصة الصراع الكروي منفذا لخروج الكثير من المشاعر الغاضبة عبر عمليات الإسقاط والإزاحة , وهذا يفسر لنا ذلك العداء المحموم الذي واكب المباريات الكروية بين البلدين .

والسياسيون في البلدين أغمضوا عيونهم عما يحدث أو باركوه أو شجعوه ليصرفوا الأنظار عن قضايا أكثر أهمية وعن صراعات أكثر إلحاحا , وليصدروا كل مشاكلهم إلى الخارج حتى يتفرغوا لترتيب أوراقهم في تثبيت كراسيهم , وليذهب الجميع إلى الجحيم .

وعلى الرغم من أن النظامين المصري والجزائري قد باركا أو شاركا , إلا أن العديد من الدلائل تشير إلى تورط النظام الجزائري بشكل مباشر في إشعال النار إلى درجة خطرة من خلال دعمه المباشر لنقل نوعيات معينة من المشجعين وإمدادهم بوسائل الضرب والتهديد وتشجيعهم على القيام بمهمة إيذاء وإهانة الجمهور المصري بشكل منظم ومتعمد لا تخطئه العين . وقد نجحت خطة النظام الجزائري بسبب ضعف وتراخي وتهاون النظام المصري في حماية المشجعين المصريين أو حتى تحذيرهم أو تنبيههم بما ينتظرهم في السودان , فوقع المشجعون المصريون في مصيدة نالوا فيها قدرا كبيرا من الضرب والإهانة والتحرش والإذلال . وزاد الطين بلة رخاوة وارتخاء رد الفعل الرسمي المصري وعدم تقديره لمسألة جرح الكرامة المصرية ومسألة الإهانة التي لحقت بجمهور غالبيته من الإعلاميين والفنانين والسياسيين الذين تعودوا على التفاف الناس حولهم وإعجابهم بهم فإذا هم يطرحون أرضا في الشوارع وفي الحافلات ويسمعون أكثر الشتائم بذاءة من الجمهور الجزائري , ويتعرض النساء منهم لتحرشات قبيحة .

ومن السذاجة أن تفرح السلطة في الجزائر وتشعر بأنها انتصرت في المعركة الكروية وفي المعركة السياسية وأنها نجحت في إهانة المصريين وتأديبهم وأنها جعلتهم يهرولون في شوارع أم درمان يبحثون عن مأوى في أي بيت , وأنها أجبرتهم على إلقاء علم مصر أرضا وعلى خلع وإزالة كل الشعارات والعلامات الوطنية في لحظة هلع شديدة , إذ على الرغم من طيبة الشعب المصري وتسامحه إلا أنه حين تهان كرامته لا يسمح بأن تمر الأحداث دون أن يكون لذلك ثمن باهظ يدفعه الجزائريون في وقت ما , ومصر على الرغم مما تمر به من مشكلات قادرة – حين تخرج من دائرة القهر – على الرد على ما لحقها من إهانات .

ومن الخطورة أن يسكت النظام المصري – كعادته – ويتذرع بالحكمة والتعقل وضبط النفس , أو أن يستهين بحجم الإهانة التي تعرض لها المصريون في شوارع وأزقة السودان على أيدي شرذمة من صبية وبلطجية الجزائر , أو أن يهون من الأمر متمسحا في معاني الأخوة العربية (وهي حقيقة) دون محاسبة المخطئ حتى ولو كان شقيقا خاصة حين يتجاوز الأمر خلافات الأشقاء إلى الإيذاء المتعمد والإهانة المقصودة .

والذي يعرف الشعب المصري جيدا يدرك أنه شعب مسالم بطبعه ولا يميل إلى الثورة إلا في مواقف قليلة في تاريخه حين تنتهك كرامته الوطنية أو عقيدته الدينية أو تنتزع لقمة عيشه . إذن فنحن في هذا الموقف أمام إحدى الحالات التي تثير غضب المصريين وتستنهض ثورتهم ونقمتهم , ومن السذاجة أن يعتقد أحد أنه كان مجرد حدث كروي عابر يحدث في كل مكان بالعالم وأن الناس سرعان ما تنسى ما حدث وتنصرف إلى أمورها ومشاغلها بل يمكن تشتيت انتباهها بوسائل وأحداث جديدة فينسون ما حدث . لست أعتقد أن ذلك ممكنا في هذه المرة , وأن الإهانة التي لحقت بالمصريين قد لا تقل عن تلك التي شعروا بها في 67 على أرض سيناء حين رمى بهم قادتهم الغافلين في أرض سيناء بلا غطاء جوي وتركوهم يواجهون بطش وتدمير الآلة العسكرية الإسرائلية فماتوا تحت جنازير الدبابات , ومن عاش منهم قطع الصحراء ماشيا على قدميه بعد أن تخلص من ثيابه العسكرية التي كان يشرف قبل ذلك بارتدائها .

الجرح النرجسي :

والشعب المصري يشعر في داخله بمرارة شديدة إذ يشعر بأنه يمتلك حضارة عريقة وتاريخا مضيئا ويمتلك قدرات وملكات هائلة تجعله منجم الإبداع في العالم العربي ومركز العلم والفن والأدب والثقافة والعلم فيه , ومع ذلك يضطر إلى الذهاب إلى بلاد العرب والعجم بحثا عن فرصة عمل مناسبة , وهناك يتعرض للغبن والإهانة والمعاملة العنصرية , وإذا استقر في بلده فهو لا يسلم من انتهاك حقوقه وكرامته , لذلك ترى هذه المرارة وهذا الحزن الدفين في وجوه المصريين على الرغم من محاولاتهم تغطية ذلك بالبشاشة والنكتة والمبالغة في إظهار الفرح .

والشعب المصري لديه قدر من النرجسية تشعره بأنه الأفضل والأقوى والأقدر , وربما ترجع هذه النرجسية إلى ظروف تاريخية وضعت مصر في موضع الريادة السياسية والثقافية والعلمية في محيطها العربي في كثير من الأوقات , وهو الشعب العربي الوحيد الذي حصد أبناؤه 4 جوائز نوبل . هذه النرجسية تجرح الآن بشكل شديد ومؤلم من الداخل والخارج , ففي الداخل يشعر المصري أنه لم يأخذ حقه في بلده كما ينبغي وأنه يتعرض للكثير من الضغوط التي تكسر ظهره , وأن حكومته لا تهتم برعايته أو تحسين أحواله وإنما تهتم بكل ماله علاقة باستتباب السلطة واستمرارها في أيدي فئة قليلة من الناس , وأن السلطة تستأسد وتظهر أنيابها حين يقترب أحد من سيادتها بينما تتهاون تهاونا شديدا ويظهر إهمالها الواضح حين يتعلق الأمر بسلامة المواطن أو صحته أو كرامته , أما من الخارج فيشعر المصري أن دور بلاده يتضاءل ويتراجع بسبب سياسات لم تدرك حجم مصر ودورها وتأثيرها وحصرت مصر في دور الوسيط أو السمسار السياسي , ونزعت عنها روح عروبتها وقيادتها للمنطقة .

إذن فالمصري تنتابه مشاعر متناقضة بين الإحساس بالقيمة والجدارة وفي ذات الوقت يجد إحباطا داخليا وخارجيا يصيبه بالحزن والإنكسار والإحساس بالدونية , وربما يهرب من ذلك مؤقتا باستعادة أمجاد حضارية وتاريخية , وكان هذا واضحا حين تباهى قادة الإعلام الرياضي بفرعونيتهم واعتادوا أن يطلقوا على المنتخب "الفراعنة" وأحيانا يلجأون إلى صبغة دينية يداعبون بها مشاعر المتدينين خاصة بعد سطوع نجم أبو تريكة فأسموهم "الساجدين" .

العدل أساس التصالح :

تعلو أصوات عاقلة كثيرة تدعو لرأب الصدع بين مصر والجزائر يتبناها مثقفون ومفكرون وسياسيون من البلدين ومن العالم العربي , وجميل أن يعلو صوت العقل في مثل هذه الأزمة فيواجه الأصوا ت الغوغائية في الإعلام الرياضي (هناك اشتباكات وصراعات بين رموز الإعلام الرياضي ظهرت فضائحها أمام الناس على شاشة الفضائيات) وفي الإعلام بوجه عام وعلى صفحات الإنترنت التي تفتقد لأي ضابط والتي ربما يلهبها أطراف خفية عربية وغير عربية , ولكن نحذر من التصالح القائم على نسيان ما فات , إذ قد يصعب نسيانه , بل الأصح والأجدر أن تقترن جهود التهدئة والإصلاح الصادقة والمطلوبة بشدة بالبحث عن المخطئ من الجانبين وكشفه ومحاسبته , ورد اعتبار من أهين أو ظلم أيضا من الجانبين والإعتذار عما حدث بشكل كريم , هنا فقط يصبح التصالح عادلا وحقيقيا , أما إذا اكتفينا بسلامات وأحضان على المستوى السياسي أو الثقافي أو غيره (على طريقة علاج المشكلات الطائفية في مصر) فإن الضغائن والأحقاد تظل كامنة وتبحث عن الثأر في أي فرصة خاصة وأن الطرف المهان (مصر والجمهور المصري) لديه – حين يغضب وتستبعد منه الرخاوة والإرتخاء السياسي- القدرة على القصاص بما له من وزن وتأثير في كثير من المجالات .

ولست ممن يدفعون في اتجاه العنف المضاد تجاه الجزائر أو الإنتقام من الجزائريين , ولكنني أيضا لست من مؤيدي السكوت عما حدث تحت ادعاءات الحكمة والتعقل والنسيان , فكلا التوجهين خطأ وخطر . ولابد من إدراك حقيقة أن مواقف الحكومة المصرية في القضايا العربية أو في الصراع العربي الإسرائيلي لا تتطابق مع مواقف وآراء الشعب المصري بالضرورة , لذلك فاتهامات الجزائريين لمصر بخيانة القضية وبحصار غزة وبالتحالف مع اليهود لا يصح تعميمها فكثير من المصريين يختلفون مع حكومتهم حول هذه القضايا , ومن الخطأ والخطر أن ينظر الجزائريون إلى كل المصريون على أنهم راقصون وراقصات ومؤيدين لحصار غزة ومتحالفين مع اليهود أو الأمريكان ضد المصالح الوطنية أو المصالح العربية . كما أنه من الخطأ والخطر أن يعتقد المصريون أن كل الجزائريين أهانوهم على أرض السودان , بل في الحقيقة فإن الذين قاموا بهذا الفعل مجموعة من البلطجية والخارجين على القانون أو رجال الأمن السريين جاءوا من الجزائر لتنفيذ مهمة منظمة كلفهم بها بعض القادة الجزائريين الذين يمثلون بعض أجنحة الحكم هناك , وأن الجزائر كشعب مثل أي شعب في الدنيا قد يكون وقع تحت تأثير البث الإعلامي الكاذب والمبالغ , ولكن حين تتضح الحقيقة بعد زوال هذا الغبار الكاذب قد يكتشف خطورة ما حدث تجاه أشقاء حقيقيون له . وعلينا أن نتذكر بأننا لم نختلف مع الشعب الجزائري في أي مجال آخر سوى الكرة , وكلنا يعرف حفاوة الجزائريين بعلمائنا ومثقفينا وفنانينا , وعلينا أن نحذر من الآن فصاعدا من الإنجراف وراء دكاكين الإعلام الكروي على الجانبين , هؤلاء الذين أشعلوا نار الفتنة وكادوا يضعون البلدين على شفا مواجهة لا يعلم مداها إلا الله . ولا ننسى أن طبيعة جمهور ومشجعي الكرة هي الإندفاع والإنفعال والتهور لذلك يبدو من االخطر انسياق شعوب بأكملها خلف مجموعة من المندفعين والمنفعلين والمهووسين .

وإذا كنا نقدر أصوات العقلاء على الجانب المصري ونتمنى أن نسمع صوتا عاقلا على الجانب الجزائري فإننا نريد أن تحل الأزمة التي حدثت بقدر كبير من ضبط النفس ولكن في نفس الوقت بقدر كبير من العدالة والحزم حتى نتفادي انفجارات الغضب أو محاولات القصاص خاصة من الطرف المغبون يعقبها محاولات مضادة من الطرف الآخر وندخل في دائرة انتقام جهنمية . ولنحذر من النزعات العنصرية والنرجسية على الجانبين تلك التي ذكاها وأشعل نارها مجموعة من الإعلاميين الرياضيين لا يعلمون شيئا عن التاريخ أو الجغرافيا أو الظروف النفسية والسياسية للشعبين .

ونحذر من اللاعبين بالأوراق والذين يحاولون استغلال الأزمة للتخلص من الإنتماء العربي والإنتماء الإسلامي والعودة إلى الإنتماء الفرعوني في مصر والإنتماء البربري أو الفرنسي في الجزائر . ولا يغيب عن فطنتنا أن أطرافا بعينها لعبت دورا في إشعال النار بين الشعبين وهي الآن تحاول إعادة ترتيب الأوراق بما يخدم أهدافها أو أهداف من يقفون خلفها .

وقد يحتاج الأمر بعض الوقت لالتقاط الأنفاس وتهدئة الخواطر ثم يبدأ الحل من خلال لجنة تحكيم ومصالحة عربية تضم العقلاء من المفكرين والعلماء والسياسيين الذين تتفق الأمة على نزاهتم وعدالتهم يقومون بالتحري في الأمر من الجانبين وتحديد الأخطاء التي حدثت ومعرفة من المسئول ومحاسبته ثم رد الأمور إلى طبيعتها بعد تنظيف هذا الجرح المؤلم حتى لا يتقيح ويمتد صديده إلى أماكن أخرى في الجسد العربي .

عودة إلى الإنتماء الإيجابي الأصيل :

بعد استعراض نموذج الإنتماء الهستيري ورؤية آثاره المدمرة يحسن بنا أن نرى الإنتماء في صورته الحقيقية الأصيلة البناءة والذي يعني انتساب الفرد لجماعة معينة والولاء لقضاياها والتفاني في خدمتها بما يحقق خير الفرد والجماعة التي ينتسب إليها .

· الإنتماء فطرة في الإنسان :

الإنسان كائن اجتماعي بحكم تكوينه وجزء هام من دواعي سعادته ورضاه أن يكون مرتبطا بآخرين ومنتسبا إليهم , كما أن هناك احتياجات بيولوجية ونفسية واجتماعية وروحية لا تتحقق إلا من خلال الانتماء الذي يشعر الإنسان من خلاله بهويته المتكاملة . والانتماء الصحي يشكل القاعدة التي ينطلق منها الإنسان لتحقيق ذاته وفي نفس الوقت يربطه بالواقع ويمنحه سياقاً للحياة ، فالإنسان الفرد بمثابة كلمة في سطر في فقرة في فصل في كتاب . والإنسان بطبيعته لديه انتماءات متعددة , وهذه الإنتماءات قد تتصارع وقد تتكامل . والانتماء الإيجابي يدعم حرية الإنسان وتفرده ويضعه في مكانه الصحيح في المنظومة الاجتماعية , أما الانتماء السلبي فهو يشكل قهراً اجتماعياً أو تعصباً فكرياً أو دينياً عرقياً .



· خصائص الإنتماء :

ويتميز الإنتماء بأنه اختياري تلقائي , وأنه يغطي الدوائر الثلاثة من الفكر والعاطفة والسلوك , كما توجد قضية تربط أفراد الجماعة وتوحدهم وتميزهم عن غيرهم من الجماعات . والشخص يشعر بالسعادة والفخر والإكتمال بهذا الإنتماء .

· أركان الإنتماء :

ويتكون الإنتماء من الفرد الذي يسعى لتحقيق ذاته , والجماعة التي تسعى إلى الترابط والقوة , والقضية التي تشغل الفرد والجماعة وتخدم مصالحهما , وأخيرا روح الانتماء التي تجمع كل ما سبق .

· أنواع الإنتماءات :

هناك الانتماء العائلي أو القبلي , والانتماء الوطني , والانتماء الديني و الطائفي , والانتماء العرقي , والانتماء السياسي , والانتماء الفكري , والانتماء المهني , والانتماء اللغوي , والانتماء الجغرافي .....الخ

· الانتماء المستنير :
وهو الذي يحقق احتياجات الإنسان الفطرية , ويلبي كافة مستويات ودوائر الإنتماء (من الأسرة إلى الحي إلى الوطن إلى الإنسانية إلى الكون ) , ويحقق التكامل بينها ويخلو من التعصب والعنصرية , ويكون قادرا على التعامل والتفاعل الصحي مع الإنتماءات الأخرى .

· آثار ضعف الإنتماء :

وحين يضعف الإنتماء نرى العديد من المظاهر السلبية المرضية مثل الاغتراب , ضعف الولاء أو انعدامه , التفكك الاجتماعي , التناحر والاشتباك , تنامي النزعات الفردية والأنانية , تعدد الصراعات الفكرية والطائفية والسياسية , الانتهازية , الفساد , الخيانة ...... الخ

· العوامل المؤدية لضعف الإنتماء :

1. عوامل أسرية وعائلية : كأن يعيش الإنسان حياة بائسة في أسرة مفككة

2. عوامل تتعلق بالعملية التعليمية : حين يكون التعليم مغتربا وغير مرتبط بقضايا الوطن ولا يعطي الشخص مهارات حياتية نافعة ولا يمنحه قدرة على الحياة الكريمة بعد ذلك .

3. عوامل تتعلق بالمؤسسات التربوية : إذا أهملت احتياجات الإنسان من الحب والأمان والتقدير الإجتماعي , وإذا لم تزوده بالنظام القيمي والأخلاقي الذي يساعده على الإرتقاء في كافة المجالات الحياتية .

4. عوامل إعلامية : والتي تعجز عن رسم صورة حقيقية مشرفة للوطن , أو تركز طول الوقت على سلبياته وسقطاته ومواطن ضعفه .

5. عوامل اقتصادية : تلك التي تؤدي إلى صعوبات شديدة في حياة تاناس وتؤدي إلى حرمانهم من احتياجاتهم الأساسية .

6. عوامل دينية : حين تتعارض توجهات الوطن مع معتقدات الشخص وثوابته الدينية .

7. عوامل سياسية : تتمثل في غياب الحرية وضياع الحقوق وضياع الهيبة والكرامة , والهزائم المتكررة , وغياب المشروع القومي العام أو القضايا التي تهم غالبية الناس وتحرك هممهم وتشحذ عزيمتهم .

· خصائص المنتمي :

تكون لديه رغبة صادقة في خدمة من ينتمي إليهم , ويقدم المصلحة العامة على مصلحته الشخصية , ويترجم انتماءه وولاءه وإخلاصه إلى أنماط سلوكية بناءة , ويعيش حالة انتماء كامل تستغرقه بالكلية , ويكون مستعداً لأن يموت ويحيا طبقاً لتوجهات القضية ومتطلباتها , كما تمثل القضية العامة قيمة ذاتية وشخصية بالنسبة للفرد فيكون مهتماً بها وسعيدا بذلك الاهتمام , ويشكل له الانتماء نوع من الاستقرار والتوازن النفسي والرضا , ويعطيه توافقاً بين مشروعه الشخصي والمشروع الجماعي , كما يحرره من الصراع بين إرادته الذاتية وإرادة المجتمع , ويشعر بالفخر والاعتزاز من خلال انتمائه , ويكون مستعداً لتقديم ماله ونفسه وولده فداءاً لوطنه أو للقضية التي يؤمن بها في وقت الحروب والأزمات ويكون راضياً وفخوراً بذلك , ويرى معني لحياته من خلال ذلك الانتماء , ويشبع من خلال انتمائه حاجاته البيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية.

· خصائص اللامنتمي :

لديه تضخم الإحساس بالذات , ويفضل مصلحته الشخصية على المصالح العامة , وينغمس بالكامل في مشروعه الشخصي , وينظر للآخرين على أنهم معوقون ومهددون لطموحاته وتحقيق احتياجاته الشخصية , ويكره النظام الإجتماعي وعاداته وتقاليده ولا يتحمس لقضايا المجتمع , ويشعر بالغربة تجاه الناس والأفكار السائدة , ولا يشعر بالولاء لأحد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبيرالفل
مشرفه اداريه
مشرفه اداريه



انثى عدد الرسائل : 2803
العمل/الترفيه : للااعمل
المزاج : احب عيشة الحرية
الاوسمه : الانتماء الهستيرى 15751612
تاريخ التسجيل : 03/11/2008

الانتماء الهستيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتماء الهستيرى   الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالثلاثاء 1 ديسمبر - 14:22

التوظيف السياسي للإنتماء الهستيري :

لسوء الحظ تقابل المنتخب المصري مع نظيره الجزائري في المباراة النهائية للتأهل للصعود لمباريات كأس العالم , حيث تعاني كل من مصر والجزائر أزمات حادة في الإنتماء , فمصر تتجاذبها انتماءات استقطابية عديدة فالبعض يحاول إحياء الإنتماء الفرعوني (أطلق الإعلاميون الرياضيون على المنتخب المصري لقب الفراعنة) , والبعض يدافع عن الإنتماء العروبي (امتدادا لنزعة القومية العربية في الستينات) , والبعض يحاول التمسك بالإنتماء الطائفي القبطي (وهذا ينقسم إلى أرثوذكس وإنجيليين وكاثوليك) , وفريق كبير يرى الحل في العودة إلى الإنتماء الإسلامي (وحتى هذا الإنتماء يتفرق بين تيارات عديدة مثل الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية والجهاد) , أما الجزائريون فيتوزعون ويتنازعون بين الإنتماء العربي تارة والإنتماء البربري تارة والإنتماء الإسلامي تارة والإنتماء الفرنسي تارة أخرى . ويوجد فريق آخر في كلا البلدين يكفر بالإنتماءات كلها ويريد أن يحصل على لقمة عيش وحياة كريمة وآمنة ولكنه لا يجدها . أما فئة الشباب فإنهم يعانون جوعا إلى الإنتماء حيث فشلوا في أن يجدوا وطنا يحبونه ويفخرون به ويتفانون في خدمته والولاء له.

ويبدو أن أولي الأمر في البلدين أسعدهم ذلك الإنتماء الهستيري الكروي فساعدوا بشكل مباشر أو غير مباشر على إظهاره بل وإشعاله إلى أقصى درجة ممكنة حتى ولو وصل إلى حالات الخطورة , وتم السماح بالتعبير الحر المباشر عن الفرحة بانتصارات الكرة في حين كان يمنع التعبير عن الإنتماء الوطني في قضايا أخرى سياسية أو اجتماعية أو عربية أو إسلامية حتى ولو كان المعبرون عن ذلك عدة مئات أو آلاف , وكان يحتج على ذلك بمنع تهديد حركة المرور أو سلامة الناس والممتلكات . وقد التقط الإعلام الرياضي هذا الضوء الأخضر وذلك السماح والتشجيع للتعصب الكروي فراحوا يمدون ساعات البث الرياضي على القنوات الفضائية الحكومية والخاصة يشغلون الناس طول الوقت بأخبار الرياضة والرياضيين ويلهبون حماسهم ويحولون اهتماماتهم بالكامل نحو المستطيل الأخضر داخل أرض الإستاد . واندفع الناس في سذاجة يبحثون عن حياة بديلة في الملاعب ويخدرون وعيهم بمباراة أو أكثر يشاهدونها قبل النوم فينعمون بنوم هادئ وأحلام سعيدة .

وحدثت الخطيئة الكبرى فى المباريات الكروية مع الجزائر وظهر التوظيف السياسي للكرة وظهر الإستغلال البراجماتي لمشاعر الجماهير الساذجة المندفعة الهائجة والمتحمسة , وتم توجيه الإنتماء نحو الكرة والملاعب , مع توجيه الغضب نحو الخصم الكروي واعتبار المباراة معركة , واستخدام الأغاني الوطنية التي ألفت ولحنت وغنيت في وقت الحرب مع العدو الإسرائيلي وهاهي الآن يتم إذاعتها في وقت اللعب وقبله وبعده مع الفريق الجزائري . وظهر السياسيون يحاولون أن يدخلوا على الخط ويظهروا في المربع المحبوب لدى الناس , وكان في تخطيطهم أن يعودوا من السودان بعد الفوز على الخصم الجزائري وهم محمولون على الأعناق ليتم ترسيمهم كأحباء للشعب وكقادة لمسيرته , ولم لا وقد أدت حكمتهم وجهودهم إلى النصر المبين , وكانت هناك آمال كبيرة معلقة على هذا النصر الكروي لتلميع وتصعيد وجوه بعينها .

وتورط الطرف الجزائري في نفس الأمر فدخلت القيادة السياسية على الخط الكروي لعلها تحل مشكلة مشروعيتها ومقبوليتها وجاذبيتها للجماهير الجزائرية , تلك الجماهير التي فقدت حلمها الديموقراطي بعد الإنتخابات البرلمانية التي فازت فيها جبهة الإنقاذ وإذا بالجيش الجزائري يسرق هذا الحلم ويلغي الإنتخابات ويعود بالحكم العسكري مرة أخرى حتى هذه اللحظة . والأجنحة السياسية والعسكرية في الجزائر تريد أن توحد الجزائريين المنقسمين حول الكرة لتصرفهم عن الصراعات الداخلية التي تكاد تفتك بالجزائر منذ ألغيت نتيجة الإنتخابات , وتريد أن تلمع السياسيين الحاليين وتجعلهم أبطالا شعبيين وتمحو عنهم تهمتهم في اغتصاب السلطة وفي قهر الشعب الجزائري وإلغاء إرادته في اختيار من يمثله ومن يحكمه .

والشعبين المصري والجزائري يعيشان ظروفا حياتية صعبة وإحباطات سياسية واجتماعية شديدة , وربما كانت فرصة الصراع الكروي منفذا لخروج الكثير من المشاعر الغاضبة عبر عمليات الإسقاط والإزاحة , وهذا يفسر لنا ذلك العداء المحموم الذي واكب المباريات الكروية بين البلدين .

والسياسيون في البلدين أغمضوا عيونهم عما يحدث أو باركوه أو شجعوه ليصرفوا الأنظار عن قضايا أكثر أهمية وعن صراعات أكثر إلحاحا , وليصدروا كل مشاكلهم إلى الخارج حتى يتفرغوا لترتيب أوراقهم في تثبيت كراسيهم , وليذهب الجميع إلى الجحيم .

وعلى الرغم من أن النظامين المصري والجزائري قد باركا أو شاركا , إلا أن العديد من الدلائل تشير إلى تورط النظام الجزائري بشكل مباشر في إشعال النار إلى درجة خطرة من خلال دعمه المباشر لنقل نوعيات معينة من المشجعين وإمدادهم بوسائل الضرب والتهديد وتشجيعهم على القيام بمهمة إيذاء وإهانة الجمهور المصري بشكل منظم ومتعمد لا تخطئه العين . وقد نجحت خطة النظام الجزائري بسبب ضعف وتراخي وتهاون النظام المصري في حماية المشجعين المصريين أو حتى تحذيرهم أو تنبيههم بما ينتظرهم في السودان , فوقع المشجعون المصريون في مصيدة نالوا فيها قدرا كبيرا من الضرب والإهانة والتحرش والإذلال . وزاد الطين بلة رخاوة وارتخاء رد الفعل الرسمي المصري وعدم تقديره لمسألة جرح الكرامة المصرية ومسألة الإهانة التي لحقت بجمهور غالبيته من الإعلاميين والفنانين والسياسيين الذين تعودوا على التفاف الناس حولهم وإعجابهم بهم فإذا هم يطرحون أرضا في الشوارع وفي الحافلات ويسمعون أكثر الشتائم بذاءة من الجمهور الجزائري , ويتعرض النساء منهم لتحرشات قبيحة .

ومن السذاجة أن تفرح السلطة في الجزائر وتشعر بأنها انتصرت في المعركة الكروية وفي المعركة السياسية وأنها نجحت في إهانة المصريين وتأديبهم وأنها جعلتهم يهرولون في شوارع أم درمان يبحثون عن مأوى في أي بيت , وأنها أجبرتهم على إلقاء علم مصر أرضا وعلى خلع وإزالة كل الشعارات والعلامات الوطنية في لحظة هلع شديدة , إذ على الرغم من طيبة الشعب المصري وتسامحه إلا أنه حين تهان كرامته لا يسمح بأن تمر الأحداث دون أن يكون لذلك ثمن باهظ يدفعه الجزائريون في وقت ما , ومصر على الرغم مما تمر به من مشكلات قادرة – حين تخرج من دائرة القهر – على الرد على ما لحقها من إهانات .

ومن الخطورة أن يسكت النظام المصري – كعادته – ويتذرع بالحكمة والتعقل وضبط النفس , أو أن يستهين بحجم الإهانة التي تعرض لها المصريون في شوارع وأزقة السودان على أيدي شرذمة من صبية وبلطجية الجزائر , أو أن يهون من الأمر متمسحا في معاني الأخوة العربية (وهي حقيقة) دون محاسبة المخطئ حتى ولو كان شقيقا خاصة حين يتجاوز الأمر خلافات الأشقاء إلى الإيذاء المتعمد والإهانة المقصودة .

والذي يعرف الشعب المصري جيدا يدرك أنه شعب مسالم بطبعه ولا يميل إلى الثورة إلا في مواقف قليلة في تاريخه حين تنتهك كرامته الوطنية أو عقيدته الدينية أو تنتزع لقمة عيشه . إذن فنحن في هذا الموقف أمام إحدى الحالات التي تثير غضب المصريين وتستنهض ثورتهم ونقمتهم , ومن السذاجة أن يعتقد أحد أنه كان مجرد حدث كروي عابر يحدث في كل مكان بالعالم وأن الناس سرعان ما تنسى ما حدث وتنصرف إلى أمورها ومشاغلها بل يمكن تشتيت انتباهها بوسائل وأحداث جديدة فينسون ما حدث . لست أعتقد أن ذلك ممكنا في هذه المرة , وأن الإهانة التي لحقت بالمصريين قد لا تقل عن تلك التي شعروا بها في 67 على أرض سيناء حين رمى بهم قادتهم الغافلين في أرض سيناء بلا غطاء جوي وتركوهم يواجهون بطش وتدمير الآلة العسكرية الإسرائلية فماتوا تحت جنازير الدبابات , ومن عاش منهم قطع الصحراء ماشيا على قدميه بعد أن تخلص من ثيابه العسكرية التي كان يشرف قبل ذلك بارتدائها .

الجرح النرجسي :

والشعب المصري يشعر في داخله بمرارة شديدة إذ يشعر بأنه يمتلك حضارة عريقة وتاريخا مضيئا ويمتلك قدرات وملكات هائلة تجعله منجم الإبداع في العالم العربي ومركز العلم والفن والأدب والثقافة والعلم فيه , ومع ذلك يضطر إلى الذهاب إلى بلاد العرب والعجم بحثا عن فرصة عمل مناسبة , وهناك يتعرض للغبن والإهانة والمعاملة العنصرية , وإذا استقر في بلده فهو لا يسلم من انتهاك حقوقه وكرامته , لذلك ترى هذه المرارة وهذا الحزن الدفين في وجوه المصريين على الرغم من محاولاتهم تغطية ذلك بالبشاشة والنكتة والمبالغة في إظهار الفرح .

والشعب المصري لديه قدر من النرجسية تشعره بأنه الأفضل والأقوى والأقدر , وربما ترجع هذه النرجسية إلى ظروف تاريخية وضعت مصر في موضع الريادة السياسية والثقافية والعلمية في محيطها العربي في كثير من الأوقات , وهو الشعب العربي الوحيد الذي حصد أبناؤه 4 جوائز نوبل . هذه النرجسية تجرح الآن بشكل شديد ومؤلم من الداخل والخارج , ففي الداخل يشعر المصري أنه لم يأخذ حقه في بلده كما ينبغي وأنه يتعرض للكثير من الضغوط التي تكسر ظهره , وأن حكومته لا تهتم برعايته أو تحسين أحواله وإنما تهتم بكل ماله علاقة باستتباب السلطة واستمرارها في أيدي فئة قليلة من الناس , وأن السلطة تستأسد وتظهر أنيابها حين يقترب أحد من سيادتها بينما تتهاون تهاونا شديدا ويظهر إهمالها الواضح حين يتعلق الأمر بسلامة المواطن أو صحته أو كرامته , أما من الخارج فيشعر المصري أن دور بلاده يتضاءل ويتراجع بسبب سياسات لم تدرك حجم مصر ودورها وتأثيرها وحصرت مصر في دور الوسيط أو السمسار السياسي , ونزعت عنها روح عروبتها وقيادتها للمنطقة .

إذن فالمصري تنتابه مشاعر متناقضة بين الإحساس بالقيمة والجدارة وفي ذات الوقت يجد إحباطا داخليا وخارجيا يصيبه بالحزن والإنكسار والإحساس بالدونية , وربما يهرب من ذلك مؤقتا باستعادة أمجاد حضارية وتاريخية , وكان هذا واضحا حين تباهى قادة الإعلام الرياضي بفرعونيتهم واعتادوا أن يطلقوا على المنتخب "الفراعنة" وأحيانا يلجأون إلى صبغة دينية يداعبون بها مشاعر المتدينين خاصة بعد سطوع نجم أبو تريكة فأسموهم "الساجدين" .

العدل أساس التصالح :

تعلو أصوات عاقلة كثيرة تدعو لرأب الصدع بين مصر والجزائر يتبناها مثقفون ومفكرون وسياسيون من البلدين ومن العالم العربي , وجميل أن يعلو صوت العقل في مثل هذه الأزمة فيواجه الأصوا ت الغوغائية في الإعلام الرياضي (هناك اشتباكات وصراعات بين رموز الإعلام الرياضي ظهرت فضائحها أمام الناس على شاشة الفضائيات) وفي الإعلام بوجه عام وعلى صفحات الإنترنت التي تفتقد لأي ضابط والتي ربما يلهبها أطراف خفية عربية وغير عربية , ولكن نحذر من التصالح القائم على نسيان ما فات , إذ قد يصعب نسيانه , بل الأصح والأجدر أن تقترن جهود التهدئة والإصلاح الصادقة والمطلوبة بشدة بالبحث عن المخطئ من الجانبين وكشفه ومحاسبته , ورد اعتبار من أهين أو ظلم أيضا من الجانبين والإعتذار عما حدث بشكل كريم , هنا فقط يصبح التصالح عادلا وحقيقيا , أما إذا اكتفينا بسلامات وأحضان على المستوى السياسي أو الثقافي أو غيره (على طريقة علاج المشكلات الطائفية في مصر) فإن الضغائن والأحقاد تظل كامنة وتبحث عن الثأر في أي فرصة خاصة وأن الطرف المهان (مصر والجمهور المصري) لديه – حين يغضب وتستبعد منه الرخاوة والإرتخاء السياسي- القدرة على القصاص بما له من وزن وتأثير في كثير من المجالات .

ولست ممن يدفعون في اتجاه العنف المضاد تجاه الجزائر أو الإنتقام من الجزائريين , ولكنني أيضا لست من مؤيدي السكوت عما حدث تحت ادعاءات الحكمة والتعقل والنسيان , فكلا التوجهين خطأ وخطر . ولابد من إدراك حقيقة أن مواقف الحكومة المصرية في القضايا العربية أو في الصراع العربي الإسرائيلي لا تتطابق مع مواقف وآراء الشعب المصري بالضرورة , لذلك فاتهامات الجزائريين لمصر بخيانة القضية وبحصار غزة وبالتحالف مع اليهود لا يصح تعميمها فكثير من المصريين يختلفون مع حكومتهم حول هذه القضايا , ومن الخطأ والخطر أن ينظر الجزائريون إلى كل المصريون على أنهم راقصون وراقصات ومؤيدين لحصار غزة ومتحالفين مع اليهود أو الأمريكان ضد المصالح الوطنية أو المصالح العربية . كما أنه من الخطأ والخطر أن يعتقد المصريون أن كل الجزائريين أهانوهم على أرض السودان , بل في الحقيقة فإن الذين قاموا بهذا الفعل مجموعة من البلطجية والخارجين على القانون أو رجال الأمن السريين جاءوا من الجزائر لتنفيذ مهمة منظمة كلفهم بها بعض القادة الجزائريين الذين يمثلون بعض أجنحة الحكم هناك , وأن الجزائر كشعب مثل أي شعب في الدنيا قد يكون وقع تحت تأثير البث الإعلامي الكاذب والمبالغ , ولكن حين تتضح الحقيقة بعد زوال هذا الغبار الكاذب قد يكتشف خطورة ما حدث تجاه أشقاء حقيقيون له . وعلينا أن نتذكر بأننا لم نختلف مع الشعب الجزائري في أي مجال آخر سوى الكرة , وكلنا يعرف حفاوة الجزائريين بعلمائنا ومثقفينا وفنانينا , وعلينا أن نحذر من الآن فصاعدا من الإنجراف وراء دكاكين الإعلام الكروي على الجانبين , هؤلاء الذين أشعلوا نار الفتنة وكادوا يضعون البلدين على شفا مواجهة لا يعلم مداها إلا الله . ولا ننسى أن طبيعة جمهور ومشجعي الكرة هي الإندفاع والإنفعال والتهور لذلك يبدو من االخطر انسياق شعوب بأكملها خلف مجموعة من المندفعين والمنفعلين والمهووسين .

وإذا كنا نقدر أصوات العقلاء على الجانب المصري ونتمنى أن نسمع صوتا عاقلا على الجانب الجزائري فإننا نريد أن تحل الأزمة التي حدثت بقدر كبير من ضبط النفس ولكن في نفس الوقت بقدر كبير من العدالة والحزم حتى نتفادي انفجارات الغضب أو محاولات القصاص خاصة من الطرف المغبون يعقبها محاولات مضادة من الطرف الآخر وندخل في دائرة انتقام جهنمية . ولنحذر من النزعات العنصرية والنرجسية على الجانبين تلك التي ذكاها وأشعل نارها مجموعة من الإعلاميين الرياضيين لا يعلمون شيئا عن التاريخ أو الجغرافيا أو الظروف النفسية والسياسية للشعبين .

ونحذر من اللاعبين بالأوراق والذين يحاولون استغلال الأزمة للتخلص من الإنتماء العربي والإنتماء الإسلامي والعودة إلى الإنتماء الفرعوني في مصر والإنتماء البربري أو الفرنسي في الجزائر . ولا يغيب عن فطنتنا أن أطرافا بعينها لعبت دورا في إشعال النار بين الشعبين وهي الآن تحاول إعادة ترتيب الأوراق بما يخدم أهدافها أو أهداف من يقفون خلفها .

وقد يحتاج الأمر بعض الوقت لالتقاط الأنفاس وتهدئة الخواطر ثم يبدأ الحل من خلال لجنة تحكيم ومصالحة عربية تضم العقلاء من المفكرين والعلماء والسياسيين الذين تتفق الأمة على نزاهتم وعدالتهم يقومون بالتحري في الأمر من الجانبين وتحديد الأخطاء التي حدثت ومعرفة من المسئول ومحاسبته ثم رد الأمور إلى طبيعتها بعد تنظيف هذا الجرح المؤلم حتى لا يتقيح ويمتد صديده إلى أماكن أخرى في الجسد العربي .

عودة إلى الإنتماء الإيجابي الأصيل :

بعد استعراض نموذج الإنتماء الهستيري ورؤية آثاره المدمرة يحسن بنا أن نرى الإنتماء في صورته الحقيقية الأصيلة البناءة والذي يعني انتساب الفرد لجماعة معينة والولاء لقضاياها والتفاني في خدمتها بما يحقق خير الفرد والجماعة التي ينتسب إليها .

· الإنتماء فطرة في الإنسان :

الإنسان كائن اجتماعي بحكم تكوينه وجزء هام من دواعي سعادته ورضاه أن يكون مرتبطا بآخرين ومنتسبا إليهم , كما أن هناك احتياجات بيولوجية ونفسية واجتماعية وروحية لا تتحقق إلا من خلال الانتماء الذي يشعر الإنسان من خلاله بهويته المتكاملة . والانتماء الصحي يشكل القاعدة التي ينطلق منها الإنسان لتحقيق ذاته وفي نفس الوقت يربطه بالواقع ويمنحه سياقاً للحياة ، فالإنسان الفرد بمثابة كلمة في سطر في فقرة في فصل في كتاب . والإنسان بطبيعته لديه انتماءات متعددة , وهذه الإنتماءات قد تتصارع وقد تتكامل . والانتماء الإيجابي يدعم حرية الإنسان وتفرده ويضعه في مكانه الصحيح في المنظومة الاجتماعية , أما الانتماء السلبي فهو يشكل قهراً اجتماعياً أو تعصباً فكرياً أو دينياً عرقياً .



· خصائص الإنتماء :

ويتميز الإنتماء بأنه اختياري تلقائي , وأنه يغطي الدوائر الثلاثة من الفكر والعاطفة والسلوك , كما توجد قضية تربط أفراد الجماعة وتوحدهم وتميزهم عن غيرهم من الجماعات . والشخص يشعر بالسعادة والفخر والإكتمال بهذا الإنتماء .

· أركان الإنتماء :

ويتكون الإنتماء من الفرد الذي يسعى لتحقيق ذاته , والجماعة التي تسعى إلى الترابط والقوة , والقضية التي تشغل الفرد والجماعة وتخدم مصالحهما , وأخيرا روح الانتماء التي تجمع كل ما سبق .

· أنواع الإنتماءات :

هناك الانتماء العائلي أو القبلي , والانتماء الوطني , والانتماء الديني و الطائفي , والانتماء العرقي , والانتماء السياسي , والانتماء الفكري , والانتماء المهني , والانتماء اللغوي , والانتماء الجغرافي .....الخ

· الانتماء المستنير :
وهو الذي يحقق احتياجات الإنسان الفطرية , ويلبي كافة مستويات ودوائر الإنتماء (من الأسرة إلى الحي إلى الوطن إلى الإنسانية إلى الكون ) , ويحقق التكامل بينها ويخلو من التعصب والعنصرية , ويكون قادرا على التعامل والتفاعل الصحي مع الإنتماءات الأخرى .

· آثار ضعف الإنتماء :

وحين يضعف الإنتماء نرى العديد من المظاهر السلبية المرضية مثل الاغتراب , ضعف الولاء أو انعدامه , التفكك الاجتماعي , التناحر والاشتباك , تنامي النزعات الفردية والأنانية , تعدد الصراعات الفكرية والطائفية والسياسية , الانتهازية , الفساد , الخيانة ...... الخ

· العوامل المؤدية لضعف الإنتماء :

1. عوامل أسرية وعائلية : كأن يعيش الإنسان حياة بائسة في أسرة مفككة

2. عوامل تتعلق بالعملية التعليمية : حين يكون التعليم مغتربا وغير مرتبط بقضايا الوطن ولا يعطي الشخص مهارات حياتية نافعة ولا يمنحه قدرة على الحياة الكريمة بعد ذلك .

3. عوامل تتعلق بالمؤسسات التربوية : إذا أهملت احتياجات الإنسان من الحب والأمان والتقدير الإجتماعي , وإذا لم تزوده بالنظام القيمي والأخلاقي الذي يساعده على الإرتقاء في كافة المجالات الحياتية .

4. عوامل إعلامية : والتي تعجز عن رسم صورة حقيقية مشرفة للوطن , أو تركز طول الوقت على سلبياته وسقطاته ومواطن ضعفه .

5. عوامل اقتصادية : تلك التي تؤدي إلى صعوبات شديدة في حياة تاناس وتؤدي إلى حرمانهم من احتياجاتهم الأساسية .

6. عوامل دينية : حين تتعارض توجهات الوطن مع معتقدات الشخص وثوابته الدينية .

7. عوامل سياسية : تتمثل في غياب الحرية وضياع الحقوق وضياع الهيبة والكرامة , والهزائم المتكررة , وغياب المشروع القومي العام أو القضايا التي تهم غالبية الناس وتحرك هممهم وتشحذ عزيمتهم .

· خصائص المنتمي :

تكون لديه رغبة صادقة في خدمة من ينتمي إليهم , ويقدم المصلحة العامة على مصلحته الشخصية , ويترجم انتماءه وولاءه وإخلاصه إلى أنماط سلوكية بناءة , ويعيش حالة انتماء كامل تستغرقه بالكلية , ويكون مستعداً لأن يموت ويحيا طبقاً لتوجهات القضية ومتطلباتها , كما تمثل القضية العامة قيمة ذاتية وشخصية بالنسبة للفرد فيكون مهتماً بها وسعيدا بذلك الاهتمام , ويشكل له الانتماء نوع من الاستقرار والتوازن النفسي والرضا , ويعطيه توافقاً بين مشروعه الشخصي والمشروع الجماعي , كما يحرره من الصراع بين إرادته الذاتية وإرادة المجتمع , ويشعر بالفخر والاعتزاز من خلال انتمائه , ويكون مستعداً لتقديم ماله ونفسه وولده فداءاً لوطنه أو للقضية التي يؤمن بها في وقت الحروب والأزمات ويكون راضياً وفخوراً بذلك , ويرى معني لحياته من خلال ذلك الانتماء , ويشبع من خلال انتمائه حاجاته البيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية.

· خصائص اللامنتمي :

لديه تضخم الإحساس بالذات , ويفضل مصلحته الشخصية على المصالح العامة , وينغمس بالكامل في مشروعه الشخصي , وينظر للآخرين على أنهم معوقون ومهددون لطموحاته وتحقيق احتياجاته الشخصية , ويكره النظام الإجتماعي وعاداته وتقاليده ولا يتحمس لقضايا المجتمع , ويشعر بالغربة تجاه الناس والأفكار السائدة , ولا يشعر بالولاء لأحد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
القلب الطيب
مديرة العلاقات العامه والمتابعه
مديرة العلاقات العامه والمتابعه
القلب الطيب


عدد الرسائل : 18577
الاوسمه : الانتماء الهستيرى 15751610
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

الانتماء الهستيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتماء الهستيرى   الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالثلاثاء 1 ديسمبر - 16:42

معاكى حق اختى عبير

سلمت يمناكى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صـــافـــى
مشرفه اداريه
مشرفه اداريه
صـــافـــى


انثى عدد الرسائل : 3691
العمل/الترفيه : طالبة جامعية
المزاج : لو مت يا امى متبكيش راح اموت عشان مصر تعيش
الاوسمه : الانتماء الهستيرى Aw110
تاريخ التسجيل : 24/04/2009

مذكرة رحيل
رحيل: رحيل

الانتماء الهستيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتماء الهستيرى   الانتماء الهستيرى I_icon_minitimeالثلاثاء 1 ديسمبر - 23:34

حقيقى انا مقرتش الموضوع لانه طويل جدا
بس فهمت من الصورتين دول


الانتماء الهستيرى 904305711




الانتماء الهستيرى 4330



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الانتماء الهستيرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رحيل :: الرياضه :: رياضه فى رياضه-
انتقل الى: