اهتمت وسائل الإعلام الألمانية بخطاب تهديد كان قد أرسله أليكس دبليو فينز المتهم بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى، للادعاء الألمانى، حيث تبين وجود خطاب التهديد فى ملف الدعوى الأولى التى لقيت فيها مروة حتفها قتلاً أثناء إحدى جلساتها، وهو مذيل بتاريخ ٢٨ أكتوبر من عام ٢٠٠٨، أى قبل وقوع الجريمة بثمانية أشهر.
وحمل الخطاب تهديداً صريحاً من المتهم، لمروة الشربينى باعتبارها مسلمة، مؤكداً أنه لا يوجد أحد فى العالم يستطيع منعه من الاعتداء عليها إذا ظهرت أمامه فى المحكمة مرة أخرى، كما قام القاتل فى خطاب التهديد نفسه، بسب الدين الإسلامى والإساءة إلى الذات الإلهية ووصف المولى عز وجل بالشيطان.
وطلب المحامى المصرى خالد أبوبكر، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن مروة الشربينى وزوجها علوى عكاز، من رئيسة المحكمة التى تولت النظر فى الدعوى الأولى ضد المتهم، قراءة نص خطاب التهديد الذى أرسله القاتل، فحاولت رئيسة المحكمة تفادى الخوض فى تفاصيل الخطاب بحجة أنه كان موجودا فى ملف القضية من قبل، إلا أن فريق الدفاع طلب من هيئة المحكمة الاستجابة لمطلبه، وهو ما استجابت له هيئة المحكمة، لتقوم رئيسة المحكمة بقراءة الخطاب للحضور فى قاعة المحاكمة الحالية، فى مواجهة هيئة المحكمة.
وقال خالد أبوبكر لـ«المصرى اليوم» إن الخطاب يحوى دليل إثبات على تجاهل القضاة فى المحاكمة الأولى فى شهر يوليو الماضى، ما لاقته مروة من تهديد صريح، وهو ما تبين لهيئة المحكمة الحالية التى اتضح من تساؤلاتها وحوارها مع الشاهدة، دهشتها من تجاهل مثل هذا التهديد، حتى إن رئيسة المحكمة «بريجيت واجند» وجهت كلمات أحرجت هذه القاضية الشاهدة، وبدا على وجهها الإحساس بالذنب لإهمالها خطاباً بهذه الخطورة وعدم اتخاذها أى إجراء للحفاظ على حياة مروة الشربينى.
وأضاف أبوبكر لـ«المصرى اليوم»: «كل الشواهد تؤكد وجود حالة من الإهمال فى توفير الحماية لمروة، أو بذل الجهد لحمايتها، ولا نقول عن سوء قصد أو تعمد، ولكن عن تساهل على الأقل. كان من الممكن حماية مروة الشربينى لو قام أى من هؤلاء الذين تداولوا قضيتها أمامهم، باتخاذ أى إجراء لحمايتها فى مواجهة خطاب التهديد، رغم أن القاتل أرسله قبل ٨ أشهر من وقوع الجريمة، وتضمنه ملف القضية، ليس هذا فحسب ولكن المحكمة لم تطلع مروة على هذا الخطاب الذى حوى تهديداً ضدها، حتى يوم قتلها. وهو أمر يثير الدهشة إن لم نقل الريبة».
فى ذات السياق، قال أحد حراس مبنى المحكمة بدريسدن، الذى كان قد شاهد حادث مقتل مروة الشربينى فى الأول من يوليو الماضى، أثناء إدلائه بشهادته أمس الأول، إنه لم يتلق أى دورات تدريبية تتعلق بكيفية التعامل داخل قاعات المحكمة مع الخارجين عن القانون، أو طرق حماية الشهود والخصوم منذ ما يقرب من ست سنوات، مشيراً إلى أن عمله لا يقتصر على حراسة المحكمة وحسب، ولكن القيام فى بعض الأحيان ببعض المهام مثل نقل الأمتعة وتنظيم القاعات.
مؤكداً أن حضوره للمحكمة يوم مقتل مروة الشربينى، جاء فى إطار جدول تنظيم العمل فى المحكمة. ورداً على سؤال له عما إذا كان مسموحاً له بحمل سلاح من عدمه، أجاب أنه كان مسموحاً له فى السابق بحمل سلاح، ولكنه منع منذ العام الماضى، بعد صدور قرار وزير العدل بولاية سكسونيا، القاضى بإنهاء مظاهر التسلح والعنف فى المحاكم، والاكتفاء بوجود حراس مدنيين تابعين لوزارة العدل داخل أروقة المحاكم.