لا اسكت الله لك حسا يا شيخ طنطاوى

[center]
منذ فترة ليست بالكبيرة , بدأت متابعة برنامج واحد من الناس للصحفى عمرو الليثى ,الذى كان يظهر فيه الوجه الحقيقى للفقر فى المجتمع المصرى , الفقر كما لم نعتد أن نراه فى قنواتنا التى يسبح أكثرها بحمد الحاكم وتخشى البقية الباقية منها أن يمنع بثها على النايل سات ولكن ربما الأستاذ عمرو ( له ضهر) ويستطيع أن (يدخل شمال براحته) و...ربما تعود النظام من معارضة قناة دريم أنها معارضة مستأنسة فلا ضرر من بعض السخونة بين الحين والآخر حتى ولو كانت مشاهد من قسوتها قد تطيح بأى حكومة فى دول العالم التى تحترم نفسها ولكن ليس هذا هو محور الحديث , ما يهم هو أن الفاصل الإعلانى جاء , وكنت أتوقع إعلاناً من إعلانات السمن أو الزبادى كالمعتاد من إعلانات هذه القنوات ,ولكن منظر قذر للغاية أطل برأسه للمغنية الأمريكية ودعوة لحفل لها على أرض مصر فى نوفمبر القادم الحدث بحد ذاته قد لا يكون ملفتاً للنظر فى بلد تقام فيها الحفلات ليل نهار , بمباركة الأنظمة الرسمية , ويتنافس عدد ليس بالقليل من الشباب على شراء تذاكر المطرب الفلانى والمطربة العلانية , وانحدر فيها المستوى الأخلاقى لمجتمع يفترض فيه التحلى ولو بالحد الأدنى من أخلاق الإسلام حتى كاد يصل إلى حافة الانهيار عند الكثيرين ولكن يتزامن الإعلان عن حفل المطربة الشهيرة ذات الملابس ال(بدون ملابس) التى ستتقاضى 15 مليون جنيه بتذاكر بقيمة 2000 جنيه للتذكرة , مع حملة بدأها ممثل السلطة الدينية فى مصر المبجل السيد محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر ضد النقاب (سواء بقصد أو بغير قصد) فلم يقتصر الأمر على فتاة المعهد الصغيرة التى يعرف قصتها الجميع , وإنما رأينا المئات من الفتيات اللواتى أردن الاقتداء بأمهاتهن أمهات المؤمنين , فمنعن من السكن فى المدينة الجامعية فى جامعة الأزهر وجامعات القاهرة , ليتركن بعد بداية العام الدراسى للبحث عن سكن قد لا يأمنن فيه على أنفسهن . بل وصاحبت ذلك حملة شرسة ممن يطلقون على أنفسهم المثقفين , والمفكرين الإسلاميين , ليصفوا النقاب والمنتقبات بأبشع الأوصاف , وكأن المنتقبات قد حبسن فى أقفاص تحجز حريتهن , ولم يمكنن من قضاء شئونهن فى الحياة ,وكأنهن كن سبباً فى انتشار الزواج العرفى بين الشباب والفتيات فى الجامعة , أم كان نقابهن سبباً فى هروب الشباب بطريقة غير شرعية للعمل فى الخارج فقط ليسدوا رمقهم , فغرقوا فى نهاية المطاف وانبرى كل قلم حاقد على المنهج الإسلامى كمنهج حياة , للنيل من العلماء والأئمة , وصار حدثاء الأسنان ممن لا يكادون ينهون مقالة دون أخطاء إملائية أعلم أهل الأرض بالفقه , فلا يصح أن نرجع إلى الإمام أحمد بن حنبل لأنه وهابى متزمت , ولا ابن كثير لأنه سلفى متشدد, ولا الشوكانى لأن زماننا زمان مودرن ينأى بنا عن تلك الأزمان الغابرة ولنأخذ برأى علامة الزمان فقيه العصر والأوان الشيخ طنطاوى , وإمامة أهل مصر الشيخة سعاد صالح , والفيلسوف الأعظم محمود حمدى زقزوق ونسى هؤلاء أو تناسوا أن المغنية الشهيرة , التى منعت من الغناء فى ماليزيا لرفض الشعب المسلم هناك أن تغنى فى بلدهم , ستأتى بملابس لو كان أبو لهب رآها على زوجته لدفنها فى المكان الذى تقف فيه ولكن كيف لا , فمصر بلد السياحة والحضارة , مستعدة للتعايش مع تقاليد الآخر وقبولها مهما كانت , أما تقاليد الإسلام فحاشا وكلا , كيف نسمح للفتاة أن تقبل بحريتها واختيارها زياً له صلة بالإسلام وكيف نقبل بمبادىءالحرية والديمقراطية الغربية التى ادعينا أننا أهلها , إذا كانت ستساهم ولو بالنذر اليسير فى انتشار منهج يقول الله ورسوله والقرآن والصحابة وأهل العلم ممن أفنوا حياتهم فى خدمة الإسلام فكان جزاؤهم منا أن أسميناهم منابع الإرهاب والتزمت والتخلف لا أخفى أنى حتى الآن أميل إلى الرأى الفقهى الذى يقول أن النقاب سنة طالما أمنت الفتنة , وقد أقتنع غداً بالرأى الفقهى الآخر, ولكن سواء كان هذا أو ذاك , فالأولى بنا أن نكرم كل من أرادت أن تستزيد من العفة والحياء بارتداء النقاب أو الخمار , وهى بذلك إن صدقت نيتها قد أجزلت فى الثواب وزاد فضلها الحقيقة أن موضوع النقاب قد قتل بحثاً فى الصحف ومواقع الإنترنت ,فلم تكن هناك جدوى من إعادة طرحه ولكن اعتدنا فى الفاسد والمنافق أن يكون ذكياً , أما أن نرى هذه الحملات المكثفة للدعاية على قنوات شبه رسمية يملكها رجال أعمال مقربون من النظام حتى لتقول أن الدولة ترعى الحفلة بنفسها وما بردت نيران النقاب بعد , فهذا إما غباء شديد أو استحقار شديد لمشاعر القطاع العريض الصامت ممن ليس له حول ولا قوة فى هذا البلد . و لا يقابلنا إلا الصمت التام من فضيلة الدكتور شيخ الأزهر فلا أسكت الله حساً لك يا شيخ طنطاوى

م/ن

ربنا يهديه

اللهم اميييييييييييييين