هكذا قال لي بعد أن جلست معه جلسة مناصحة … وذكرّته بالله … وبأهمية الصلاة والمحافظة عليها … وأن تاركها على خطر عظيم فقد أفتى العلماء بأن تارك الصلاة كافر
فقال لي : يا أخ محمود… إن كنت جئت لزيارتي والمؤانسة فأهلا بك … وإن كنت جئت واعظاً فلا أريد سماع المزيد !!! فعندي ما يكفي … قلت له : يا أخي … إنني أخاف عليك أن تموت وأنت على هذه الحال … والعبد يبعث على ما مات عليه كما في صحيح مسلم من حديث جابر …
فقال مقاطعاً : لا تخاف يا أخ محمود … إن شاء الله إذا بلغت الستين … تبت ورجعت وحافظت على الصلاة ! قلت له : ومن يضمن لك ذلك …
فقد تموت قريباً ، قال : لا تخشى شيئاً … فأنا الآن صحتي جيدة وما زلت في الأربعين من عمري … وليس معي أمراض وجدي عاش حتى تجاوز المائة … ووالدي بلغ ما يزيد على الثمانين … وأنا سأعيش مثلهما …
فقلت : يا أخي أتق الله … فالعمر لا يعلمه إلا الله … وقد تموت بعد لحظات فتب إلى الله وأرجع إليه …
وما زلت معه في نقاش وجدال ولكن بدون جدوى …
فانصرفت متأثراً متأسفاً على حاله سائلاً الله لنا وله الهداية والصلاح …
فماذا كان بعد ؟!
بعدها بأقل من ثمانٍ وأربعين ساعة … اتصل بي أحد الأقارب وقال يا أخ محمود… سوف نصلي على فلان اليوم صلاة الظهر !!!
فقلت سبحان الله !! ما الذي حصل ؟ لقد كنت معه قبل ساعات ! قال : حصل له حادث في سفرته لأحد المناطق … وتوفي على أثره …
فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون… فهل نتعظ ونعتبر يا شباب الإسلام وشيبهم ؟! وهل نكون ممن يعتبـر بغيره … أم ممن يُعتبر به ؟!! فالسعيد من وعظ بغيره