في دولة عربية قبلت ((...)) يديه وعيناها تفيضان من الدمع، وتوسلت إليه بأن يستر عليها، بعد أن قبض عليها رجل المباحث، وهي تقترف الخطيئة في مكان عام، سألها إن كانت متزوجة، فصعق بجوابها عندما قالت: نعم متزوجة وعندي عيال، فكان التساؤل الطبيعي من رجل المباحث: إذن ما الذي دفعك لهل الخطيئة؟
قالت: أرغمت بالزواج من رجل يلغ السبعين فلم أجد ما تجده أية فتاة في مثل سني.
نصحها رجل المباحث، وبين لها فداحة هذه الجريمة في الدنيا والآخرة، وبين لها نعمة الله في ستره عليها هذه المرة ولكنه قد يفضحها إذا ما عاودت اقتراف هذه الجريمة.
هذه الحادثة تكشف اللثام عن سبب واحد من أسباب الخيانة الزوجية، وإن لم يكن مبررا لفعل هذه الاثم، إلا أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي يتردد الكثيرون في التطرق لها، لما لهذا الموضوع من حساسية كبيرة.. ومن أهم الأسباب التي نعتقد أنها تشكل النسبة الأكبر في ((الخيانة)) الاختيار الخاطئ، والمتسرع لشريك أو شريكة العمر، فقد تكون ((المغازلة)) وعلاقة الحب قبل الزواج والتي تعتمد في غالب الأحيان على الجمال الظاهري، هي المؤهل الوحيد للزواج. ولقد أعجبني جواب أحد هواة التسكح والمغازلة من الشباب، عندما سئل عن مواصفات شريكة الحياة التي سيقترن بها، فأجاب: قطعا سأبحث عن فتاة ليس لها ماض في عالم المغازلة والصداقات من الجنس الآخر. فعندما رد عليه، ولماذا لا تقترن بمن تغازلها وتتبادلان الحب معا، أجاب: ((إن التي قبلت وتجرأت بأن تكلمني وأنا غريب عنها، من الممكن أن تكلم الآخرين)).
وقد يكون السبب عدم قيام الزوج أو الزوجة بالواجبات التي تخص كلا منهما تجاه الآخر، أو الغياب الطويل عن البيت. وكثيرا ما يكون السبب في الخيانة هو ((الانتقام)) عندما يكتشف أحد الطرفين خيانة الآخر. ولا شك أن للإعلام السلبي دورا كبيرا في هذه الجريمة، خاصة عندما يظهر هذه العلاقات الخاطئة بالصورة الاعتيادية، أو يضفي عليها طابع الحضارة والتقدم.. لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم جانبا من عقوبة هؤلاء الخونة في الآخرة، وهم ينهشون لحما نتنا ويأكلون ولا يكادون يسيغونه، فعندما سئل عنهم، أجيب بأنه هؤلاء هم الذين عندهم اللحم والحلال، وأبوا إلا الأكل من اللحم الحرام.. ليحذر كل خائن وخائنة بأن الله لهم بالمرصاد، وإذا كان قد امهلهم حتى الآن، ليترك لهم مجالا للتوبة، فإن ذل لا يعني أنه غفل عنهم أو نسيهم، ولابد أن يأتي اليوم الذي يفضحهم فيه في الدنيا، مع ما يخبئه لهم في الآخرة.