قصه توبه ماعز

قصة ماعز الأسلمي

وهي عن أبي داود من طريق نعيم بن هزال قال:

((كان ماعز ابن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي :أئت رسول الله صلى لله عليه وسلم فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك ورجاء أن يكون لك مخرج,فأتاه فقال: يارسول الله إني زنيت, فأقم علي كتاب الله )) وفي لفظ البخاري من حديث أبي هريرة ((……..فناداه يارسول الله إني زنيت،يريد نفسه،فأعرض عنه النبي صلى لله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قلبه، فقال يارسول الله إني زنيت، فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى لله عليه وسلم الذي أعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى لله عليه وسلم فقال ) ابك جنون؟)) قال : لا يا رسول الله،فقال ((اذهبوا فارجموه)). وفي حديث ابن عباس عند البخاري أيضا،أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال له : (( لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت )) ، وفي رواية أبي هريرة المذكورة أن النبي صلى لله عليه وسلم سأله باللفظ الصريح الذي معناه الجماع (….؟) قال :نعم،قال : (( حتى غاب ذلك منك في ذلك منها؟)) قال : نعم ، قال: ((كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟)) قال : نعم ، قال : (( أتدري ما الزنا؟)) قال : نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا، قال : ((فماذا تريد بهذا القول ؟)) قال : تطهرني ، فأمر به فرجم)).

وعند أبي داود من حديثلاجابر بن عبدالله قال: كنت فيمن رجم الرجل ، إنا لما خرجنا به فرجمناه فوجد مس الحجارة صرخ بنا: ياقوم ردوني إلى رسول الله فإن قومي قتلوني وغروني من نفسي وأخبروني أن رسول الله غير قاتلي ، فلم ننزع عنه حتى قتلناه ، فلما رجعنا ‘لى رسول الله صلى لله عليه وسلم وأخبرناه قال صلى لله عليه وسلم : (( فهلا تركتموه وجئتموني به)) ليستثبت رسول الله صلى لله عليه وسلم، فأما لترك حد فلا.

وفي رواية له أيضا عن أبي هريرة قال : (( ….. فأمر به رسول الله صلى لله عليه وسلم فرجم ، فسمع النبي صلى لله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه ، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب ، فسكت عنهما صلى لله عليه وسلم ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله ، فقال : (( أين فلان وفلان )) فقالا : نحن ذان يا رسول الله ، فقال : (( انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار )) فقالا : يانبي الله من يأكل هذا ، قال : (( فما نلتما من عرض أخيكما انفا أشد من أكل منه ، والذي نفسي بيده إنه الان لفي أنهار الجنة ينغمس فيها)).

لله أكبر ما أجمل التوبة الصادقة النصوح ولو كان ثمنها قتل النفس ، وإنها للحظات ثم ينغمس في أنهار الجنة ، وصحيح أن الرجم عذاب ولكنه يطهر كما قال ماعز للنبي صلى لله عليه وسلم : (( …. فطهرني ))

فالتطهير في الدنيا يقي عذاب الاخرة قال تعالى (( ولعذاب الأخرة أكبر لو كانوا يعلمون )

جاء في حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى لله عليه وسلم (( …. ومن أصاب من ذلك شيئا _ أي من السرقه والزنى والقتل وغيره _ فعوقب به _ أي في الدنيا _ فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو ‘الى الله إن شاء غفرله وإن شاء عذبه))، فهل يدري من مات ولم يحد إلى أي مشيئة سيصير؟