كلام بالبلدى

لم يكد " جدى " يلمحنى ماراَ من بعيد إلا ويشير لى لمجالسته ...
أحاول أحيـــــاناَ الإختباء والتملص من جلسته على " الدكه " تحت الجميـــــــزة التى عشقها والتى
ربما كبرت معه فلازمها طوال عمره الطويل .

لكن فى الغالب ما أستسلم لإشارته وأستمتع بحديثه ورواياته التى لا تنقطع ...
يتصل أحد أصدقائى فيرن الموبايل .. أرد على محدثى فيتسرب إلى أذنى تعليقه .

إنت كمان معاك " تلفون " فى جيبك ..
أكمل حديثى وأعود إليه ...أيوه يا جدى معاى تلفون
يرد : إنت عايزنى أصدق إن البتاعه إللى معاك دى بتكلم بيها الناس ..حاجه مش باينه من
اليد تقدر تكلم بيها الناس ؟
أعرف يا ولدى التلفون إللى كان فى دوار العمدة .. هوه التلفون الوحيد ف بلدنا كان العمده
يحط إيده الشمال ع السماعه ويضرب الرقم باليد اليمين وبعدين يرفع السماعة بالشمال ويتكلم
، يبقى إزاى الحاجه الصغيره دى تكلم الناس بيها ..؟
وبعدين فين السلك إللى موصل من التلفون ومشبوك فى الحيطه .. ؟
أيوه يا جدى دا كان زمان .. دلوقتى الإتصال بدون سلك ..
- بدون سلك كيف ؟
يعنى بالأقمار الصناعية ..
-يا ولدى إيه علاقة القمرة بالتلفون
لا يا جدى دى الأقمار الصناعية بيطلقوها بصاروخ ..
- يا ولدى إيه دخل الصاروخ ف التلفون .. أكلمك ع التلفون دخلتنى فى الصواريخ والحرب
- إنت عارف التلفون بتاع العمدة " أيام مكان فيه عمدة " كان يا دوب بيستلم بيه إشارة من
المركز بأسماء الأنفار المطلوبين فى الجيش .. أو يبلغ بيه المركز عن سرقة .. عن مشكلة ..
بس دى كانت شغلته ..
- بالك يا ولدى بلدنا دى لما كان بيزورها ظابط بنجمه واحدة .. عارف كأن جالنا وزير الداخلية
دلوقتى ف بلدنا ومن ولادنا يمكن عشرين ظابط إللى ف البوليس .. وإللى ف الجيش .. ووكلاء
نيابه ودكاتره ومهندسين .. العلام حلو يا وله ..

أيوه يا جدى التعليم حلو طبعاَ.. وكمان بلدنا حلوه وأحلى م فيها إن كل الضباط والمهندسين
والدكاتره لبسهم هوه نفس لبس الفلاح والطالب.. كله شكل واحد .

- أيوه فكرتنى يا وله بحكاية ضابط المباحث إللى نزل بلدنا يقفش فى الناس .. وخدهم ف البوكس
أيوه فاكرها يا جدى ..
- عارف بعد م البوكس وصل المركز إكتشف المأمور إن فيهم الرائد محمود ولد الحاج
عبد الغفار ومصطفى ولد الحاج سليم وكيل النيابه وهمه سابوه وراحوا معاه علشان يوروه
إن مسك الناس ع الفاضى غلط ..
وإعتذر لهم وقالهم م إنتوا كلكم شكل بعض ولبسكم بلدى زى بعض .. ومن ساعتها عمره
م عتب بلدنا تانى ..

فعلاَ ياجدى هنا لما الناس تخلص شغلها بتقعد مع بعض بعد المغرب ف المندره ومتقدرش تميز
واحد عن التانى .. وبيسيبوا مناصبهم ورتبهم داخل مكاتبهم ..
إحلى م فى بلدنا البساطة وحب الناس .. وقعدتنا دى تحت الجميزه يا جدى ..

لكن يا جدى مكملتليش حكاية الدش والحاجات إللى مش عاجباك فيه .. النهارده كلمتنى
ع الموبايل.. وإمبارح سيبتنى وإستنيتك بعد العشا وسيبتنى ومشيت ..
أنا مستعد النهاردة أسمعك وفاضى وسهران معاك للصبح ..
أيوه يا جدى ...

جــــدى

جـــــدى

جـــــدى

لم يوقف حديثى سوى سماع شخيره الذى بدأ ضعيفاَ وزاد حتى بدأ يصل لداخل المنزل..

كلام جميييييييييييييل

تسلم اخى المهندس

بارك الله فيك وجزاك كل خير

مشكوووووووور اخي المهندس
سلمت يداك

مشـــــــــــــــــكور أخي المهندس

بوركت اخى الكريم