دائماً يعود الغرب إلى مبادئ الإسلام ، ولكن بعد تجارب مريرة مع المبادئ البشرية التي طبَّقها وأدرك آثارها السلبية والمدمرة على الفرد والمجتمع، لنطلع على هذه الدراسة الجديدة .
يعترف الباحثون اليوم وبعد تجارب مريرة ومشاهدات قاسية تكبدتها المجتمعات الغربية ، أن الزواج هو التصرف الطبيعي الذي يمكن للإنسان أن يقوم به ، وليست العلاقات غيرالمشروعة.
وكما نعلم فإن علماء الغرب في العصر الحديث كانوا يؤكدون أنه لا ضرورة للزواج، ويمكن للمرء أن يختار شريكته ويعيش معها دون زواج ، ويمكن أن ينجبا الأطفال ، ولن تحدث أية مشاكل.
وبناء على هذا الاعتقاد سارع الكثيرون للعزوف عن الزواج ، واختيار شريكة تعيش كأنها زوجة له ولكن دون أن يعقد عليها أو يلتزم تجاهها بأي شيء.
لقد بدأت أولى سلبيات هذا النظام عندما حسب العلماء عدد حالات العنف المنزلي وأدركوا أن معظمها تحدث في بيوت غير المتزوجين ، والذين يقيمون علاقات غير شرعية . ثم درسوا نسبة القلق والإحباط فوجدوها أعلى ما يمكن في هذه البيوت غير الشرعية . ولكن الدراسة الأخيرة كانت على أطفال هؤلاء "الأزواج" غير الشرعيين، فقد كانت المفاجأة.
في مقالة نشرت على جريدة ديلي ميل البريطانية بتاريخ 19/12/2008 اعترفوا بأن الزواج أفضل للأطفال. فقد اعترف الباحثون بأن الزواج ينعكس بشكل أفضل على الأطفال وأن العلاقات الزوجية تكون أكثر استقراراً، وبالتالي تنعكس على استقرار الأطفال في المنزل. لقد وجدوا أن 70 % من المجرمين يأتون من بيوت غير شرعية!
إن الأطفال يتأثرون كثيراً عندما يعيشون في بيت غير شرعي ، وبالتالي يؤثر ذلك على سلوكهم وعلى حالتهم النفسية ، وحتى على المستوى التعليمي لهم . كما وجدوا أن العلاقات غير الشرعية لا تعمر طويلاً على عكس الزواج الذي يدوم أطول ، ويعطي نتائج إيجابية في تربية الأطفال وسعادة الزوجين.
الزواج سنَّة نبوية شريفة!
كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( فمن رغب عن سنَّتي فليس مني )، ولو تأملنا القرآن الكريم لا نرى أي ذكر لصديقة أو حبيبة أو عشيقة ، بل نرى أن الله منذ سيدنا آدم قال: (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) [البقرة: 35]، فالزواج سنَّة إلهية منذ أن خلق الله سيدنا آدم عليه السلام ، واستمرت هذه السنة آلاف السنين ولم يكن هناك أي خطأ أو نتائج سلبية لعملية الزواج ، ولكن الإنسان عندما غيَّر هذه السنَّة ، بدأت المشاكل بالظهور وبدأت النتائج السلبية تطفو على السطح ، وبدأ الباحثون ينادون بضرورة العودة إلى الزواج كفطرة طبيعية.
ولذلك قال تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
وكأن الله تعالى يريد أن يؤكد لنا من خلال هذه الآية على ضرورة الالتزام بقانون الزواج وعدم مخالفته، وأن "الزواج" بحدّ ذاته هو آية ومعجزة تستحق التفكر ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )، فماذا يحدث لو أن الإنسان تخلى عن الزواج !
ستبدأ الاضطرابات ويبدأ التفكك الأسري ، وتبدأ الجرائم ، وسيظهر جيل من المجرمين ، فالحمد لله الذي أنعم علينا بهذه السنة الرائعة.