عاشق الجنة مشرف عام
عدد الرسائل : 2240 العمل/الترفيه : ففروا الى الله المزاج : الحمد لله الاوسمه : تاريخ التسجيل : 06/04/2009
| موضوع: الخلاف فى الدين الثلاثاء 28 يوليو - 9:00 | |
| الخلاف ضوابطه وحدوده --------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى أمر بالعدل والإحسان ونهى عن الظلم والعدوان وحض على الجماعة ورغب فيها وحذر من الاختلاف والفرقة ورهب منها فقال عز وجل من قائل " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " وقال سبحانه وتعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " وقال تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " ولق شدد الرسول صلى الله عليه وسلم على نبذ الخلاف والفرقة فقال " ستكون بعدى أئمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس " قلت يا رسول الله كيف أصنع إن أدركت ذلك قال " تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك ، وإن أخذ مالك " .
وقال صلى الله عليه وسلم " عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار " ولا شك فإن هذه الآيات والأحاديث كلها يقصد منها الخلاف المذموم الذي يؤدي إلى ضياع الدين وفساد الأمة وضعف المسلمين وتفرقهم " واليوم نريد أن نسلط الضوء في عجالة سريعة على الخلاف تعريفه وأنواعه وأحكامه وأثره على الأمة الإسلامية .
تعريفه :-
والخلاف هو منازعة وتباين في الرأي يحصل بين شخصين أو عالمين أو فرقتين أو طائفتين أو مذهبين متعارضين لإظهار حق أو إبطال باطل عند كل واحد منهم .
علم الخلاف :
وهو العلم بالمسائل التي يجري فيها الاجتهاد بغض النظر عن الصواب والخطأ أو الشذوذ في الرأي المعروض داخل المذهب الواحد أو بين المذاهب المعتبرة أو بين المذاهب المعتبرة وغير المعتبرة وقد تطور هذا العلم واصطلح على تسميته في وقتنا الحاضر بــ" الفقه المقارن ".
حقيقة الخلاف :
الخلاف في النفس الإنسانية على مر العصور وفي جميع الأزمنة قائم موجود حقيقة وهو من سنن الله سبحانه وتعالى في عباده .
قال تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ومنه أيضاً اختلاف الألوان واللغات والعادات والطباع والمدارك والعارف والعقول والأديان قال تعالى " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم " ولم يترك الله سبحانه وتعالى الخلق على علاتهم في الخلاف والاختلاف وإنما رسم لهم طريق الحق والإيمان وبين لهم أسباب الهداية وحثهم عليها ووضح لهم طريق الغواية وحذرهم منها " وهديناه النجدين " " ونفس وما سواها فألهما فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " .
أنواع الخلاف :
1- حلاف مذموم .
2- خلاف مستحب أو حسن .
3- خلاف مقبول .
أولاً: الخلاف المذموم :-
وهذا الخلاف أيضاً درجات وأشكال مختلفة منها وهو شديد التباين ومن أمثلته : · خلاف الإيمان والكفر : وهذا خلاف في أساس الدين والعقيدة تنقسم فيه البشرية إلى فرقتين كبيرتين فرقة مؤمنة مسلمة وفرقة كافرة مشركة .
· خلاف أهل البدع والأهواء الغلاة في الدين كالخوارج وأشباههم مما دفعهم إلى الخروج على جماعة المسلمين واستحلال دمائهم وفيهم قال ابن عباس رضي الله عنه " ليسوا هم بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم على ضلالة " ومنهم أيضاً من يقوم بتكفير عامة المسلمين .
· خلاف بعض المقلدين من أتباع المذاهب من الاعتقاد الجازم بأن ما عليه المخالف باطل بطلاناً قطعياً ويصل بهم الأمر أن يبنون على ذلك أحكاماً في غاية الخطورة مثل عدم الصلاة خلف بعضهم البعض وعدم التزويج من بعضهم البعض وفي هذا مخالفة صريحة لأئمة المذاهب وعلمائهم الذين سنرى كيف تعاملوا مع أئمة المذاهب الأخرى .
· الخلاف بين القائلين بالتقليد ومنكري التقليد فيقوم بعض متعصبي التقليد بالتعسف وقد يحاول طرق باب العلم ليس لأجل العلم وطلب الحق بل فقط لنصرة مذهبه أو إمامه فيتأول ويحور النصوص متعصباً رغم قوة حجة الآخرين ووضوحها وبطلان هذا الأمر واضح للعيان .
وقد يصل الأمر أيضاً من منكري التقليد أن يتمادوا في الإنكار إنكاراً شديداً في أمور هي أساساً من الأمور المستحبة ومن السنن والنوافل ، بل يصل الأمر من الطرفين إلى القطيعة والتناحر والتنافر والخروج عن آداب الأخوة الإسلامية وحقوق المسلم على المسلم وسبب ذلك الجهل بأحكام الدين ومقاصد الشريعة الغراء أو رفض الحق أو غلبه الهوى أو الانتصار للرجال أو المذهب والطريقة .
· خلاف السفسطائيين إتباع الفلاسفة الذين لا يريدون البحث عن الحق أو إتباع الدين وهم يجادلون إيهاماً لأنفسهم بأنهم على شيء وهدفهم هدم هذا الدين وإضعاف أتباعه وخلق الفتنة والبلبلة في عوام المسلمين والتشدق بألفاظ مخلفة مثل العقلانية والعلمانية وحسن النوايا وعدم إيذاء الناس وهم في حقيقة الأمر خواء من الداخل .
ثانياً: الخلاف المستحب أو الحسن :-
هو الخلاف المقصود به مخالفة الشيطان والكفار وأهل المعاصي والكبائر والبدع في كفرهم ومعاصيهم وبدعهم وما هم عليه من الأحوال الخاصة بعقيدتهم ودينهم وبدعهم وفسقهم وهذا النوع إما واجب أو مستحب .
ومن أمثلة الخلاف الواجب خلاف الكفار في كفرهم ومعتقداتهم الباطلة ومن أمثلة الخلاف المستحب خلاف الكفار في عاداتهم وهيئاتهم .
ولا يدخل في ذلك خلاف الكفار في العلوم والمعارف التي اكتسبوها والتكنولوجيا التي توصلوا إليها فهذا داخل في تبادل المنافع والمصالح بشرط ألا يكون ذلك العلم معارضاً لأمور شرعية إسلامية .
ثالثاً : الخلاف السائغ أو المقبول :
وهو الخلاف في المسائل الفقهية والاجتهاد بين الأئمة والحكام والمفتين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فله أجران وإذا أخطأ فله أجر " متفق عليه .
وهذا النوع من الخلاف هو جل الحلاف الموجود بين الكثير من المسلمين في مختلف الأزمنة والعصور منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة .
وهذا الخلاف يقسم إلى ثلاث أقسام أيضاً :
· اختلاف تضاد
· اختلاف تفاضل
· اختلاف ظاهري في اللفظ وحقيقة هو ليس بخلاف
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بخطأ المجتهد واضح أنه جانب الحق والصواب ولذلك أخذ في المرة الأولى بأنه أصاب أي أصاب الحق وفي المرة الثانية أنه أخطأ أي لم يصل إلى الحق وأن هذا مقبول شرعاً طالما أنه بذل الجهد وتحرى ما أمكنه الاجتهاد وهناك دلائل كثيرة وأمثلة من الصحابة والتابعين على هذا الاختلاف
| |
|
الجندى المصرى المدير العام
عدد الرسائل : 12126 العمل/الترفيه : موظف مسكين المزاج : الحمد لله على كل حال الاوسمه : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
| موضوع: رد: الخلاف فى الدين الثلاثاء 28 يوليو - 14:21 | |
| جزاك الله عنا كل خير وبوركت وبوركت مشاركاتك وتقبل الله منك سائر الاعمال الصالحه | |
|