عندما تفقد المروءة والحياء

[center][center][center]]عندما تفقد المروءة والحياء ؟!؟!
ضحية تذبح .......
جزار متخصص في فنون الذبح والسلخ ينفذ المهمة ......
مساعدون كثر يشاهدون العملية بين مشارك وصامت وفرح ......

كلهم يستغرب قلة ذوق الضحية مع ذابحها , فهي لا زالت تحرك قدميها ويديها نتيجة حرارة الروح التي تخرج مع الذبح !! ما هذه الضحية التي لا تهدأ ولا تسلم حتى يستريح ذابحها من هذا العناء ؟؟؟

حتى التعبير عن الألم والموت بالحركات اللاإرادية والانتفاض الشديد المشروع الذي يرافق خروج الروح وزهوقها بات ممنوعا مراعاة لشعور ومشاعر الذباح ومساعديه ؟!؟!؟
فلا يحق للضحية أن تظهر او تبيّن أي أمر يدل على نهايتها ووصولها لحتفها حتى ولو حركة او صوتا قد يزعج من يذبحه أو يعكر صفو الهدوء والفرح الذي يعيشه المساعدون ؟؟!!

ما الذي يدور في غزة ؟؟ وما الذي يحدث لمن يطلق عليهم مسلمون ؟؟؟

شعب كامل يذبح ويباد على أيدي أمهر من تخصص في فنون القتل والإجرام الصهاينة الملاعين !!!
والعالم كله شاهد ومشاهد ولا غرابة في ذلك ؟!
غير أن الدول العربية التي تحمل نفس الدين والقومية واللغة والدماء لا تقف كالعالم شاهدة مشاهدة بل معينة وسعيدة بذلك فهذا والله ما لا يدركه عقل العقلاء ؟؟!!! ولماذا هذا الموقف منها .... نفاقا للمجرم وإرضاء له على حساب آهات وأنات المذبوحين ؟؟!! والأدهى والأمر أنهم يستغربون ردات الفعل الطبيعية التي تقبل من دجاجة عند ذبحها !!! بل تظهر كامل رجولتهم التي انتهت منذ امد بعيد وتنبعث من القبور وتدب فيها الروح لا لإيقاف المجرم عند حده بل لإكمال الإجهاز على الضعيف الذي لا حولا له ولا قوة .

كم هو مجرم هذا المنطق ... منطق النفاق والمنافقين ..
ضمن عالم الرويبضة الذي صدق فيه الكاذب وكذب الصادق وائتمن فيه الخائن وخون الأمين وبات الناس يعيشون فيه في خداع ؟؟!!
عالم النفاق الذي غابت فيه واختفت الصورة الحقيقة للإجرام والمجرمين خلف صورة المدنية والحضارة والمسئولية والالتزام !!!

لم نسمع صوت مسئول مسلم أو عربي دبت في عروقه دماء الحمية وقام ونطق احتجاجا على ما يجري على أرضنا لأهلنا في غزة .. وكم رأينا من مساع ومحاولات ظاهرة وباطنة لمحاولة إنقاذ البريء الضعيف الحمل الوديع شاليط من أيدي الإرهابيين ؟؟ !! في حين يرون آلاف المعتقلين والأسرى من أبناء جلدتهم في زنازين المتحضرين الصهاينة !!

مجرد القول أن الخيارات أمام المظلومين المحاصرين مفتوحة للحفاظ على البقية الباقية من حياة أبنائهم وأطفالهم ومرضاهم , لا لقتل ولا لاحتلال الدول المجاورة ... نطقت الألسنة التي انخرست منذ زمن طويل , وعلت الأصوات التي بحت منذ أمد بعيد , ورأينا رجالا متهيئة وأسلحة جاهزة وهمة عالية لصد العدوان المحتمل الذي يستهدف بعث الحياة وإزالة الظلم ؟؟!!!!

أسد عليّ وفي الحروب نعامة ..

غير أن قراءة الضحية للواقع يختلف عن قراءة أهل النفاق والدجل ورؤية الرجال الحقيقيون مغايرة تماما لرؤية رجال الورق الذين لا تظهر رجولتهم إلا على شعوبهم ..
وقد آن للجميع أن يسمع قول الله تعالى : (( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ))

آن للجلاد ومساعديه الشاهدين والمشاهدين أن يفقهوا قول الله تعالى في حق المحاصرين ::

{ ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }.

ومن المعلوم أن الحياة إنما موقف أو كلمة وان التاريخ لا ولن يرحم ...ولن يقبل المجاهدون والمرابطون _ الذين تحدوا بصمودهم الصهاينة الذين يخشاهم العالم أجمع _ .. نعم لن يقبلوا ان يموتوا كما تموت الخراف ولن ينتظروا العدو أن يجهز عليهم وهم صامتون بل لا بد من تحقيق (( يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ))
وسيرى الجميع المعادلة التي يجب أن يروها والتي تعيد لهم الصواب الذي افتقدوه في كثير من المحطات .

والله المستعان وهو المولى ونعم الوكيل ..