يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار {رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة }

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله وصحبه أجمعين ، ومن والاه الى يوم الدين ......

أما بعد :...........

لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار

***سبحان الله العظيم ،الذي خلق الكون فأبدعه ،{ هُوَ الَّذي خَلَقَ لَكُمْ ما في الأَرْضِ

جميعاً ثُمَّ استوَى إلى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوات {ج} وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عليم }

***أحاط كل شيء بعلمه ، { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ {ص} وَهُوَ اللطيف الخبير }الأنعام /103

قيل لعكرمة { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ } قال : ألست ترى السماء ؟ قال: بلى ، قال : فكلها ترى ؟

وقال ابن العباس رضي الله عنه : { لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ }

قال: لا يحيط بصر أحد بالملك .وقال قتادة : هو أعظم من أن تدركه الأبصار .

***إن الإدراك هو الإحاطة بالعلم ،وقال تعالى : {ولا يحيطون به علماً } ، والإحاطة بالعلم

هي الإحاطة بالقدرة ، وحاشاه جل في علاه أن تدركه قدرة خلقه وهو العزيز الحكيم ،

هو العزيز الذي لا يغلب ولا يغالب ، والحكيم مدبر الأمر كله .

مثلاً : أنت ترى الشمس ولكن هل تستطيع أن تدرك حقيقتها ، فالعظيم أولى بذلك وله المثل الأعلى .

*** جل في علاه : لا تدركه الأبصار في الدنيا ، وإن كانت تراه في الآخرة ، كما تواترت بهذا الأخبار :

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غير ما طريق ثابت في الصحاح والمسانيد والسنن .

*** هناك من أنكر رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة ومنهم المعتزلة ، وذلك بمقتضى ما فهموه من

هذه الآية ، فخالفوا أهل السنة والجماعة في ذلك ، وإلا فما معنى الآية الكريمة التي يقول الله تعالى

فيها : {وجوهٌ يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرة }القيامة /22 /23 . وقوله تعالى عن الكفرين :

{ كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون } المطففين/15 نسأل الله السلامة والعافية .

عن الربيع بن سليمان، وهو أحد تلاميذ الامام الشافعي ـ : قال : حضرت محمد بن إدريس الشافعي وقد جاءته رقعة

من الصعيد فيها : ما تقول في قول الله عز وجل : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) ؟ فقال الشافعي : " لما

أن حجب هؤلاء في السخط ، كان في هذا دليلٌ على أن أولياءه يرونه في الرضى "
وقال تعالى : { لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } ق/35

المزيد : هنا هو النظر إلى وجه الله تعالى . كما فسره بذلك علي و أنس بن مالك رضي الله عنهما

وقال الله جل في علاه : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } يونس آية 26

الحسنى : الجنة

الزيادة : النظر الى وجه الله الكريم

كما فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم في صحيحه ( 266 ) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهي الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }

هذا ما ثبت في القرآن عن رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة ، اما السنه فقد تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه

وآله وسلم : أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات ، وروضات الجنان ، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه ...........آمين

عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن } رواه البخاري ومسلم

وفي الصحيحين أيضا : من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال : { إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته } .

عن أ ابو هريرة رضي الله عنه أن ناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله :{هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ } قالوا : لا يا رسول الله . قال : {هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟} قالوا : لا . قال : { فإنكم ترونه كذلك ...الحديث}.

*** هناك سؤال الى الذين فهموا من هذه الآية أنه جل في علاه لا يرى في الدنيا ولا الآخرة :

الذي خلق السموات السبع والأرض وما عليها ، والذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ،

أيُعْجِزُهُ أن يجعلنا نستطيع رؤيته في الآخرة أكرمكم الله وأعزكم بدينه وتقواه .

*** عندما ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه تعالى واشتاق لأن يراه جل في علاه

بعد أن تفضل الله تعالى عليه وكلمه قال : { قالَ رَبِّ أَرِني أنظُرْ إِليْكَ } أي ربي اجعلني

أستطيع رؤيتك ، او اجعلني أقدر أن أراك . ولم يقل أريد أن أراك .

وقال الله تعالى له أي موسى عليه السلام : لن تراني

قال الإمام الطحاوي – رحمه الله:
{والرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وتفسيره على ما أراد الله – تعالى – وعَلِمَه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله – عز وجل – ولرسوله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه}
وقال أيضًا: {ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار السلام، لمن اعتبرها منهم بوهم، أو تأولها بفهم، إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الرؤية، بترك التأويل، ولزوم التسليم، وعليه دين المسلمين، ومن لم يتوق النفي والتشبيه، زَلَّ ولم يصب التنزيه}

قال صاحب النونية – رحمه الله:
وَيَرَوْنَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ فَوْقِهِمْ * نَظَرَ العَيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
هَذَا تَوَاتَرَ عَن رَسُولِ الله لَمْ * يُنْكِرْه إلَّا فَاسِدُ الإِيمَانِ
وَأَتَى بِهِ القُرْآنُ تَصْرِيحًا وَتَعْرِ * يضًا هُمَا بِسِيَاقِهِ نَوْعَانِ
وَهيَ الزِّيادَةٌ قَدْ أَتـَت في يُونُسَ وَهُوَ * تَفْسِيرُ مَنْ قَدْ جَاءَ بِالقُرْآنِ
المَزِيدُ كَذَاكَ فَسّرَهُ أَبُو * بَكْرٍ هُوَ الصِّدِّيقُ ذُو الإِيقَانِ
وَعَلَيْهِ أَصْحَابُ الرَّسُولِ وَتَابِعُو * هُم بَعْدَهُمْ تَبَعِيَّة الإِحْسَانِ
وفي الختام ندعو الله تعالى لي ولكم العفو والعافية ، ونسأله الجنة ورؤية وجهه الكريم في عرصات وروضات الجنة آمين

وفي الختام بذلت جهد المقل في هذا المقال والقصد هو الله الكريم وبقصد الفائدة لي ولكم ولكل من يقرءه .

فان كان صواباً فمن الله ، وان كان خطأ فمن انفسنا والشيطان ، والله ورسوله بريئان منه .

ربنا يبارك فيك اخى القلب الحساس

موضوع قيم جعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله

سبحان علام الغيوب

جزاكم الله كل خير

رزقك الله رؤية وجهه الكريم ورؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك

اللهم امين

بارك الله فيكم

وادخلكم الله الجنه

بوركتى بكل خير اختى الكريمه

» حديث رؤية الله تعالى يوم القيامة
» تقشعرمنةجلودالذين يخشون ربهم
» اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم
» وحدة الشعور بين المؤمنين
» ام المؤمنين ام سلمة هند بنت أمية