رحله الى سوق الجمعه

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

اربطو الاحزمه مستعدين هيا بنا

هذه دعوه عامه للدخول الى ذلك العالم الغريب المتناقض والمسمى بسوق الجمعة

أو سوق الإمام بالسيدة عائشة بالقاهرة

في بداية الأمر دعاني احد اصدقائى للتجول وزيارة السوق وذهبت من باب حب الاستطلاع والعلم با الشيء

ولكم كانت دهشتي كبيره عندما وجدتني ادخل إلى هذا العالم وكاننى خرجت من بلد ودخلت بلد أخرى

كل المتناقضات تجدها في سوق ألجمعه وكل صنوف البشر المواطن الغنى والفقير والسائح الاجنبى

المواطن الغنى والذي يبحث عن المتعة وأضاعه الوقت والمال في شراء اى شىءغريب وعادته تجده يفضل شراء الكلاب أجلكم الله

وقمه الكوميديا الحزينة عندما تجد الكلاب أغلى سعرا فى السوق والمواطن الفقير قد لا يساوى سعر كلب رومانتى أجرب

ماعلينا الصنف الأخر وهو السائح الاجنبى والذي يبحث عن الأشياء الفريدة كالعملات القديمة طوابع البريد

او الأشياء الاثريه قطعا ليس من بينها مقبرة الاسكندر الاكبر

ماعلينا الصنف الأخير والذى نحن بصدده ألا وهو أنا وأنت المواطن الفقير المواطن المتمركز تحت خط الفقر

والمسمى من قبل الهيئات المعنية معدوم الدخل اقصد محدود الدخل

ذلك الرجل تجده يبحث عن شراء ملابس لأولاده شريطه أن لا يزيد سعر القميص مثلا على الثلاثة جنيهات

السوق عبارة عن دائرة مغلقه يغلفها البشر من جميع النواحي

فهنا وعلى قضيب السكة الحديد تجد الكل يبيع كل شىء واى شىء مقابل الماده

حتى وان كان من ضمن البضاعه اثاث البيت او لا ابالغ عندما اقول الملابس الشخصية وممتلكاتهم

فالازمه العالمية التي يتحدثون عليها لم تصيب الا المواطن الغلبان الذى قل دخله أو انعدم

وقللت الشركات من الايدى العاملة ومن اجور العاملين فالقو بالحمل على الفقير الذى لا يملك الا الصمت

ماعلينا دعونا لا نخرج من السوق اقصد الموضوع

وهنا اتذكر موقف حدث معى أثناء تجوالي بالسوق عندا وجدت رجل عجوز حفر الزمان على تجاعيد وجهه الشقاء والبؤس

يعرض فستان زفاف أوان شئت الدقة جلباب زفاف

فقد كانت به بعض الحروق الواضحه ومتسخ بطريقه وكأنها متعمده

نظرت اليه نظره متسائله صامته عن ما فائده ان تعرض مثل ذا الشىء

وكانه ادرك سؤالى الصامت فقال لى اشترى يا باشا ده رخيص

قلت له متشكرين ياحاج مش ناوى اتجوز دلوقتى بس ليه شكله

قاطعنى قائلا العروسه الى كانت لابساه النار ولعت فيها وماتت اكدب على الله

قلت له لا يحاج عداك العيب قالى هو مسيره هياجى زبونه

السؤال الان هذا الرجل واثق من كلامه وهذا يفسر مدى ضائقه الشباب التى وصلنا اليها

انت وانا لا نقبل بشراء هذا الفستان اليوم ولكن ممكن غد او بعد غد نقبل

شد انتباهى شاب فى مقتبل شبابه يقف على عربه كارو يبيع بعض الخرداوات

وينادى بكل ما اتوى من قوه اى حاجه بجنيه اى حاجه بجنيه

قربت منه وسالته انت ليه مشفتش شغلانه بمرتب ثابت بدال البهدله دى

جاوبنى بعصبيه وهو انا لقيت وظيفه وقلت لا مع العلم انى حاصل على مؤهل عالى

بس تقول ايه الى ليه ضهر مينضربش على بطنه اى حاجه بجنيه اى حاجه بجنيه

نادانى صديقى لينفض عنى حاله الذهول التى كنت عليها

كفاية كده إحنا اتاخرنا النهارده يا محمد

ظلت كلمته تتردد فى راسي كفاية كده احنا اتاخرنا

فعلا كفايه كده احنا اتاخرنا

خرجت من السوق وانتظرت اكثر من نصف ساعه حتى اتى الاتوبيس والذى اقرب الي علبه السردين منه الى الأتوبيس

والسؤال الذى يطرح نفسه بكل قوه من السبب فى الوضع الذى وصلنا اليه

ومن الذى حول حياتنا كلها الى سوق جمعه

كانت هذه مجرد كلمات ظت حبيسه جدران قلبى

لعلها تجد الطريق يوما الى طريق أمل

كان معكم من داخل سوق الجمعة المهندس ألسيده عائشه القاهرة

إهداء

اهدى هذه الكلمات لكل إنسان متمرد على الظلم

لكل من بداخله حلم

قد لا تكون للكلمه تاثير السلاح

ولكنها مشاعر ملت قضبان السكوت

وقد يعود للديك صياح

عندها يرفض الكلام ان يموت

لكل إنسان متمرد على الظلم

لكل من بداخله حلم

قد لا تكون للكلمه تاثير السلاح

ولكنها مشاعر ملت قضبان السكوت

وقد يعود للديك صياح

عندها يرفض الكلام ان يموت

رووووووووووووعة تسلم اخى المهندس

الى الخيرات

دائما يا رحيل

مسارعون

تقيل الله منا ومنكم صالح الاعمال وبوركت مشاركتكم

جزاك الله كل خير

شكرا اخوتى لمروركم الجميل وبارك الله فىكم جميعا

جزاك ربى الجنه