التفائل باوباما

نجوي طنطاوي
تفاؤل زائد أصاب الشعوب العربية والإسلامية بعد تولي‮ '‬أوباما‮' ‬رئاسة أمريكا وزياراته لعدة دول إسلامية‮. ‬أكد في خطبه الموجهة إلي العالم الإسلامي والعربي احترامه للإسلام وعزمه علي‮ ‬اتباع طريق جديد باتجاه العالم الإسلامي مبنيّ‮ ‬علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل‮. ‬التفاؤل العربي والإسلامي ربما يرجع لأن‮ '‬أوباما‮' ‬أسمر اللون‮ .. ‬قريب منا‮ .. ‬وملامحه وتحديدًا نظرات عينيه تحمل بريقًا وعزيمة وتخلو من خبث ودهاء وغباء '‬بوش‮' .. ‬وأيضًا جده حسين الاسم المحبب لدي المسلمين والعرب‮. ‬التفاؤل رصدته مراكز استطلاع الرأي الأمريكية التي قالت‮: ‬إن شعبية أوباما في الدول العربية والإسلامية تفوق شعبيته داخل أمريكا وبنسبة لا يستهان بها رشحته قائدًا وزعيمًا عربيًا وإسلاميًا‮.‬
فهل هناك ما يبرر هذا التفاؤل؟‮ .. ‬وهل يملك أوباما مفاتيح حل قضايا وأزمات المسلمين والعرب؟ التفاؤل الزائد ربما يرجع لمقارنة أوباما بسلفه '‬بوش‮' ‬الذي خلّف وراءه جراحًا وآلامًا وضحايا علي مدار ‮٨ ‬سنوات‮.‬
وراهن البعض علي إصلاح الرجل‮ '‬الأسود‮' ‬ما أفسده بوش في البيت الأبيض‮ .. ‬للآن لم نر من أوباما أفعالاً‮ ‬ربما لان الوقت مازال أمامه‮ .. ‬سمعنا فقط كلاما‮ .. ‬وكلامًا حلوًا‮ .. ‬ولاننا شعوب نرضي بقليله ضخمنا من تصريحاته حول سماحة الإسلام وضرورة وجود طريق جديد باتجاه العالم الإسلامي مبنيّ‮ ‬علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل‮. ‬التفاؤل الزائد بـ'أوباما‮' ‬جعلهم ينتظرون منه الكثير‮ .. ‬علاقات متكافئة من عالم عربي وإسلامي يمتلك من الامكانات وعناصر القوي ما يؤهله لان يكون شريكًا أساسيًا في رسم مستقبل العالم‮.‬
ينتظرون ان يعيد تحديد مفاهيم المقاومة والإرهاب لدي الأمريكيين بعد أن أصبح الإسلام مرادفًا للإرهاب‮ .. ‬ينتظرون ان يسحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان‮. ‬ينتظرون ان يعد أوباما ميزان العدالة في السياسة الخارجية الأمريكية في التعامل مع قضية العرب والمسلمين الأولي‮ ‬وهي‮ '‬فلسطين‮'. ‬ينتظرون ان يعلن صراحة ان ترسانة إسرائيل النووية لا تقل خطورتها عن البرنامج النووي الإيراني والكوري‮ .. ‬ينتظرون الكثير والكثير‮.‬
ولكن يبدو ان الانتظار سيطول لانه ببساطة حتي ولو صدق أوباما فيما أطلقه من تصريحات حول الاسلام وحل قضية الصراع العربي الإسرائيلي باقامة دولتين‮ '‬فلسطين - إسرائيل‮' ‬تنفيذًا لخارطة الطريق‮. ‬حتي لو صدقت نوايا أوباما‮ .. ‬فعلينا ان نتذكر انه ليس رئيسًا لدولة في عالم ثالث تختزل الوطن في شخص الرئيس‮ .. ‬أوباما رئيس دولة تحكمها مؤسسات فمراحل صناعة القرار في أمريكا تمر عبر عدة بوابات‮. ‬أولها ـ مراكز الدراسات والبحوث المسماه خزانات الفكر‮. ‬
ثانيها ـ مناقشة القرار من خلال عدة مؤسسات مجلس العلاقات الخارجية ـ ولجنة التطوير الاقتصادي ومجلس المؤتمر الصناعي ـ حسب موضوع القرار ثم يأتي دور مراكز استطلاع الرأي العام محليًا ودوليًا لضمان تأييد القرار‮. ‬ثم تأتي مرحلة الصياغة بعد التوصل إلي درجة مناسبة من تأييد الرأي العام وذلك من خلال مراكز قياس علي مستوي عال‮.‬
القرار محكوم بمؤسسات كثيرة‮ .. ‬أهمها الكونجرس بإداراته المتعددة وتقارير المخابرات الأمريكية وجماعات الضغط واللوبيات المختلفة وعلي رأسها اللوبي اليهودي‮ '‬الايباك‮'.‬
التفاؤل بـ'أوباما‮' ‬في الشارع العربي والإسلامي مرده إلي كلامه الحلو الذي جاء بعد‮ '‬الطوب‮' ‬الذي كان يقذفنا به بوش في كل مرة يطل بوجهه الكريه علينا‮.‬
ولكن الكلام‮ '‬الحلو‮' ‬وحده لا يصنع سياسات ولا يغير أوضاعا ولكننا شعوب ترضي بقليله‮ .. ‬وكما قال أوباما كلاما حلو ا‮.. ‬أسعدنا وأصابنا بالتفاؤل‮ .. ‬فلا ننسي انه أكد في أكثر من مناسبة علي التزام أمريكا بأمن إسرائيل‮!!!‬

</TD></TR>
<tr><td vAlign=top align=middle><table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" border=0><tr><td align=right width="57%"> التفائل باوباما Print

</TD>
<td vAlign=center align=right width="3%"></TD>
<td vAlign=center align=right width="40%">بدون تعليق </TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE></TD></TR></TABLE>

مشكورة أختي عبير

تسلمى اختى عبير على الموضوع الهام

وجزاكى الله خير على المرور على موضوعى والاخ العزيز نوفو

القلب الطيب كتب:: تسلمى اختى عبير على الموضوع الهام

عندك حق عبير
بس يا ريت الناس تفهم بقى

» وردة التفائل
» التفائل فى زمن الشدائد
» ويبقى التفائل