مصطفى ذبح شقيقته الرضيعة بعد مشاهدته لقيام أمه بذبح فرخه ..
أسأل الله العفو والعافيه
(( الحادث جرس إنذار لكل أم ))الخزان بلدية شرق مدينة أسنا بصعيد مصر لاشىء سوى الحزن و الذهول
وملامح الصدمة والأسى التي ارتسمت على الوجوه ..البسمة فارقت الشفاه.
والكل غير مصدق لما جرى ..
هنا في منزل العم .... العامل الاجرى البسيط والذي يقيم في منزل ريفي بسيط من الطوب اللين برفقة أمه وشقيقته وزوجته وأولاده الأربعة
هنا قام مصطفى القاتل ذو الخمس سنوات بذبح شقيقته
الرضيعة أخته ابنة الثلاثة شهور دون أن يدرك هول فعلته ..
فقد قام مصطفى بذبح اخته على غرار ما تقوم به أمه
كل يوم خميس بذبح دجاجة أو ديك أحيانا
بطه آو إوزه فالناس هنا والميسور منهم لا يستطيع شراء اللحوم ويستغنى عنها بالطيور
التي يربيها في منزله ليذبح لأطفاله دجاجة مرة في الأسبوع وتحديدا يوم الخميس.
ومصطفى والذي شاهد أمه كثيرا وهى تذبح الطيور أراد أن يقلدها فذبح أخته ليقود
المنزل آلى جحيم مستعر ويحول بلدية الخزان الى مسرح لمأتم كبير .
الرعب أيضا عرف طريقه الى الأمهات في المنطقة بل وفى كل أسنا،
حتى في السوق تسمع النسوة يقلن "الواد ذبح اخته "
هكذا تتحدث السيدات البسيطات في بلدية الخزان.
اللواء عادل لبيب محافظ قنا – وكما روى الدكتور /كمال النحال رئيس مدينة أسنا قرر
من جانبه قيام الأجهزة المعنية في المحافظة ومؤسسات المجتمع المدني بتنظيم حملة
توعية لأمهات الخزان وغيرها من القرى للتحذير من وضع الآلات الحادة وأدوات
المطبخ في متناول يد الاطفال و سبل المعالجة الصحيحة لظاهرة الغيرة لدى الصغار
من قبل الوالدين .. وكانت جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي في أسنا برئاسة
حسين سدود أول مؤسسة مدنية تبدا في تيسير قوافل لتوعية آلامها في قرى أسنا شفى
إطار قرار المحافظ .
الأب والأبن مصطفى ذو الخمس سنوات وذو الملامح الوديعة لا يزال يلعب غير عابيء
بما جرى على عكس ما روا ه والده عم .... الذي أكد أن مصطفى
عدواني ويميل للعنف وانه كان شديد الغيرة من شقيقة الضحية وبنت الثلاثة شهور.
قال عم .... وهو يغالب دموعه أن الحادث وقع وهو خارج البيت وان الناس
قالوا له "الحق في حادث في بيتك " وعاد ليجد المأساة أمامه أن ..الرجل مفجوع
ولا يدري ماذا يفعل ، إذ أن مصطفى ابنه كما أن ...ابنته.
الأم
صابرة حلمي اكتست بالسواد وغطى الحزن وهول المأساة على ملامح وجهها
الوجع بكل معانيه يسكن جسدها وعقلها وقلبها .. عمرها 35 عاما تزوجت عم ...
منذ 15 عام .. الام المنكوبة روت تفاصيل ما جرى : في الساعة الثامنة صبيحة يوم
الحادث قامت مثل كل يوم لمباشرة عملها في المنزل من أعمال نظافة ورعاية للماشية
والطيور وكان برفقتها مصطفى الذي راح يلعب في المنزل بعيدا عنها وفى كل يوم خميس
اعتادت ذبح دجاجة .. وكان مصطفى يقول لها انه سيذبح اخته ويقطعها ثم يطبخها
ويوزعها علي كما تفعل هي في الفرخة وأنها كانت تحذره وتخيفه من فعل ذلك.
المهم إن مصطفى جاء صارخا ماما ..ماما.. ألحقي اختي بتنزل دم أنا ذبحتها زي الفرخة
.
الطفلة المقتولةولما أسرعت الى حيث كانت تنام الصغيرة ... وجدتها غارقة في دمائها فراحت
في نوبة من الصراخ والعويل تجمع على أثرها الجيران وابلغوا الشرطة .. وبعد حديثها
معنا راحت إلام في نوبة بكاء شديدة فشلت جهود جيرانها في إيقافها وصورة الطفله لا تفارق خيالها وكما ودعت البسمة شفاء عم .. وزوجته إلام الحزينة فقد فارق
النوم عيونهما.
السؤال هنا هل تكتفي السلطات بالتوعية؟ ماذا عن الطفل ؟ هل سيخضع لتقييم نفسي
للتأكد من سلامة قواه العقلية ولتوعيته ومساعدته على فهم ابعاد الفعل الذي ارتكبه
لكي لا يتحول الى سفاح مستقبلاً؟... والعائلة الا تحتاج الى مختصين لمساعدة افرادها
على التأقلم مع ما حدث وارشادهم للأسلوب الأمثل للتعايش مع المأساة ؟ كيف يمكن
للأم والأب ان يكونا على علاقة سوية مع الطفل القاتل؟ والطفل عندما يكبر كيف له
ان يتعامل مع عقدة الذنب ؟ أسئلة كثيرة تطرح نفسها وبحاجة لأجابة