لهذه الأسباب اخترتُ خطيبتي
ربما يكون أهم شيء في الزواج هو الاختيار ، وهو كذلك أصعب خطوة ، فالمرء لا يختار جسدًا فقط ، بل جسدًا ورُوحًا ، وخُلُقًا ودِينًا .. ولا يختار البنتَ فقط ، بل يختار معها أسرة كاملة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : إياكم وخضراءَ الدِّمَن . قالوا : وما خضراءُ الدمن يا رسول الله ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء .
والغالب فيمن حاول الخطوبة أن يتعب كثيرًا في البحث والتنقيب عن بنت الحلال ، والقصص في هذا كثيرة ، ومن أغرب ما سمعت أن شابًّا خطب إحدى عشرة مرة ، وفي النهاية تزوج جارة له !
ومن توفيق الله وفضله أن يقع الشاب في البنت المناسبة له ، وتلك نعمة عظيمة تستأهل أعظم الشكر .
أما لماذا اخترتُ خطيبتي أصلح الله حالها ، فبداية أقول : الطُّيور على أشكالها تقع ، والأرواح جنود مُجنَّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ..
اخترتُ خطيبتي لهدوئها ، ثم لحيائها ، وبالهدوء والحياء تتحقق أشياء كثيرة .. كطاعة المرأة ، وهدوء البيت وخُلُوّه من المشاكل ، مع القرب من الله في ظل هذا الهدوء ، فيتحول البيت إلى جنة ينعم فيها المرء ولا يتمنى أن يخرج منها .
ومن أمارات هذا الهدوء أنها لا ترفع صوتها ، وأنها لا تدخل في جدال ، وأنها لا تستفزّ فتخرج عن شعورها .. ولله الحمد !
اخترتُ خطيبتي لصفاء صدرها ونقاء قلبها ، فما رأيتُها تحمل غِشًّا لأحد ، ولا رأيتُ لها في الحقد والغِلّ أدنى نصيب .. ولله الحمد !
اخترتُ خطيبتي لأنني لم أجد فيها شيئًا من معايب هذا الزمان ومعايب أهله ، ولم أَرَها تفهم في المكايد والحِيَل ، بل هي على فطرتها ، وقد قال أبو العلاء المَعَرِيّ :
وَإِن كُنتَ غِرًّا بِالزَّمانِ وَأَهلِهِ
فَتَكفيكَ إِحدى الآنِساتِ الغَرائِرِ
ولله الحمد !
اخترتُ خطيبتي لرزانتها ومتانة عقلها ورَهَافة حِسِّها .. تتأنَّى في كل كلمة ، وتنتقي أطيب ما لديها ، فلا تجرح أحدًا .. بل عرفتُ فيها التُّؤَدة والرويَّة ، والعقل والحكمة .. ولله الحمد !
وكلُّ ما سبق صفاتٌ أساسية غير مكتسبة ؛ أي صفات جُبِلَتْ عليها ... ثم يأتي من بعد ذلك دينُها ، لا قبلَ ذلك ... وفي دينها لا أتكلم .. أحسبها على خير والله حسيبها .. ولله الحمد !
ما شاء لا قوة إلا بالله
أصلح الله حال شبابنا وبناتنا ، ورزقنا جميعًا بالخير أينما كان .
وهذه خطيبتي ، فليأتني كل امرئ بخطيبته
دعوة للحديث عن شروط كل شاب فيمن يبتغيها زوجةً له ، فهيَّا يا شباب .