و أنا الأن و في هذه اللحظات و أنا أعجن الخبز لأولادي
تجول بمخيلتي صورة امرأة أسطورة نعم أسطورة و أقولها بأعلى صوت
هي المرأة الغزاوية حبيبة قلبي أم ...أخت... أبنة... زوجة...جدة......
هي من تعارك الزمن القاسي و تعجن خبزها بالدمع و بالهم.......
هي من تكابد ويلات الحصار لا بل حتى الدمار.........
هي من تقف صلبة شامخة في وجه الفقر و العوز و قلة ذات اليد......
هي من تصنع في ساعات الفجر الاولى لحظات أمل و بابتسامة تعلو محياها
تقابل بها زوجها المنهك بحمل أعباء اسرة محرومة من أبسط وسائل العيش
و من اقل حق من حقوق الانسان التي يتغنى بها العالم.......
و تقابل بها وجوه البراءة و الابرياء و الذين لا ذنب لهم الا أنهم ولدوا فلسطيني الهوية.....
تقابل ساعات اليوم الطوال....كيف ستقضيها داخل هذا الكوخ ....عفوا خيمة...
عفوا والله ما أدري اية صفة أطلق على ذلك المكان .....
كل شيء ...الا أن يكون مسكنا يليق للانسان ان يعيش فيه......
تقابل ماذا
و ماذا
و ماذا
....
الا انني متأكدة انها تقابل و تواجه كل شيء مهما صعب ......
تقابله بكل عزيمة و اصرار و بكل ثبات و تحدي و بكل أنفة و همة .....
رغم الالم ...رغم الدمار.....رغم الحصار....
رغم تخلي كل الكبار ...و أصحاب المعالي و الفخار.....
الا انها تصرخ و بأعلى صوت و تقولها بكل عز و افتخار.....
عندي الملك الجبار......