الرسالة الأولى/ بحر الذنوب والمعاصي...
كم فتاة ذهبت عن طريق الحرام ومن طرق ملتوية، فسلط الله عليها زوج من أشد الرجال، وقد قال الإمام ابن القيم كلمة تكتب بماء الذهب، فاحفظيها رعاك الله تعالى:
( إن من طلب لذة العيش وطيبه بما حرمه الله عليه عاقبة بنقيض قصده، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خير قط )
فأعلمي أختي ربما تأخر زواجك بسببك أنت، نعم ربما بسبب تقصيرك في طاعة ربك وركوبك بحر الذنوب والمعاصي.
لأن المعاصي والذنوب لها دور في البلاء والشدة والمشاكل وذهاب النعم وحلول النقم، فقد قال على بن أبي طالب رضي الله عنه ( ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة)
وقال الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، وقال تعالى
( وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً ) الجن.
وكان شيخ يدور في المجالس ويقول ( من سره أن تدوم له العافية فليتق الله عز وجل ) ، وكان الفضيل بن عياض يقول ( إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي )
فأول الطريق رعاك الله تعالى ترك الذنوب والمعاصي، طهري نفسك من الذنوب والمعاصي بأن تتوبي إلى الله وتتركي كل شيء محرم حتى تستقيم حياتك وتعيشي في راحة وسعادة.
نعم أختي، إنها الراحة والسعادة، إنها الحياة الطيبة، هل تريدين تعرفي أين تجدينها، إنها في هذه الآية:
قال الله تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل97.
إنها أختي الكريمة في طاعة الله تعالى، إنها في الإيمان والعمل الصالح، والدليل على ذلك انظري من حولك، انظري الفتيات اللاتي تعرفن على الشباب؟؟ كم فتاة انتحرت؟؟كم فتاة انتهك عرضها؟؟ كم فتاة فضحت في الإنترنت..
قبل يوم قرأت فتاة أنتحرت لأنها نشر صور عنها عن طريق الجوال، أين السعادة رعاك الله أختي، لماذا لا تأخذي العبر من هذه القصص.
فهل هذا هو الحب الذي تبحثي عنه؟؟ هل تريدي أن تكوني مثل القمامة والذباب يبحث عنك.
إذن أختي الله الله في الطاعة والبعد عن المحرمات، وسوف ترين الخيرات وسوف تجدين الراحة والطمئنينة.
أخيتي..كيف تريدي زوج طيب وأنت غير طيبة، لا تنسي رعاك الله الطيبين للطيبات والخبيثين للخبيثات، فكوني طيبة حتى يرزقك الله تعالى طيب.
الرسالة الثانية/ أنا مستقيمة وطائعه لربي ولكن تأخر زواجي..
أعلمي أختي هذا من الإبتلاء، فعليك بالصبر والدعاء واللجوء إلى الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه ) متفق عليه.
إذن أختي اصبري رعاك الله، وربما هذا إختبار من الله حتى يطلع على تقواك وإيمانك، هل سوف تصبري أو تذهبي إلى الحرام من زنى وغيره.
وكذلك ربما يريد الله تعالى سماع صوتك في ظلمة الليل وأنت تناجيه أو في السجود، فعليك بالدعاء أختي ولا تملي، لا تقولي دعوت دعوت فلم يستجب لي.
لأنه يستجاب للمرء ما لم يعجل، فلا تستعجلي الإجابة رعاك الله، والزمي باب التوبة والرجوع إلى الله وكذلك أكثري من الأستغفار والدعاء.
وأعلمي أن الفرج يأتي في طرفة عين، وأعلمي أن القلوب ليس بيدي ولا بيدك وإنما بيد الله تعالى فهو الذي يقلب القلوب.
فما بين غمضة عين وانتباهها يغير الله من حال إلى حال، ولا تخشي أختي تأخر زواجك أو كلام الناس وإنما أخشي ذنوبك ومعاصيك التي أهلكت الكثير وضيعت الكثير.